للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول د/ صفوت مبارك عن تدنى نظرة اليهود إلى الأنبياء لدرجة وصفهم بارتكاب الجرائم وحاشا لله أن يكونوا كذلك فهم صفوة الله من خلقه:

يلاحظ على أسفار العهد القديم أنها حين تتحدث عن الأنبياء لا تنظر إليهم بوصفهم صفوة الله من خلقه وأمنائه على تبليغ وصاياه للبشر، وهم القدوة والأسوة الحسنة لغيرهم من الناس، وهم من أجل ذلك يجب أن يتصفوا بكل الكمالات البشرية، ويتنزهوا عن جميع النقائص والمثالب، وعند مراجعة أسفار العهد القديم يتضح أن هذا الكتاب المقدس عند اليهود لا يتورع عن أن يلصق بالأنبياء كل نقيصة، يكاد يشمل بذلك جميع الأنبياء، وقد كان رد الفعل الطبيعى لذلك أن بالغ المسيحيون بعد ذلك في تنزيه المسيح عن كل نقص بشرى، وغالوا في ذلك حتى رفعوه إلى مقام الألوهية (١).

[٣. ألقاب الأنبياء في العهد القديم]

بين د/ حسن ظاظا، أ/ محمد خليفة حسن والباحثة / سميرة عبد الله، ألقاب الأنبياء والرسل في العهد القديم ووظيفتهم من هذه الألقاب:

النبي، رجل الله، الرائى: حيث جاء في سفر صموئيل: (قديمًا في إسرائيل هكذا كان يقول الرجل روئيم عند ذهابه ليسأل الله "هل نذهب إلى الرائي, لأن النبي اليوم كان يدعى سابقًا الرائي" (٢) وقد كان الرائي يخبر بما سيكون وينبئ بالغيب حسب علامات معروفة تلقى دلالاتها وتأويلاتها نقلًا عن سابقيه، كما كان حكيمًا وساحرًا وعرافًا (٣).

وفي بيان أ/ سميرة عبد الله، لمفهوم النبوة وأنه قد اتسع مدلولها في العهد القديم ليشمل شخصيات متعددة من هؤلاء نساء نبيات والأنبياء الكذبة كما تعتقد اليهود وأما النبيات مثل مريم أخت هارون "فأخذت مريم النبية أخا هارون الدف بيدها" (٤) "ودبورة" ودبورة امرأة نبيَّة زوجة لفيدوت هى قاضية إسرائيل في ذلك الوقت" (٥) وخلدة امرأة شلوم "فذهب حلقيا الكاهن وأحيقام وعكبور وشافان وعسايا إلى خلدة النبية امرأة شلوم بن تقوة (٦) " وغيرهن.


(١) مدخل لدراسة الأديان د/ صفوت مبارك ص ١٣٠ بتصرف.
(٢) صموئيل الأول: (٩: ٩) مجيء شاول إلى صموئيل وانظر: أبحاث في الفكر اليهودي د/ حسن ظاظا ص ٦٢.
(٣) ينظر: جهود الإمامين ص ٣٧٧، أبحاث في الفكر اليهودي ص ٦٢ وينظر: تاريخ الديانة اليهودية أ/ محمد خليفة حسن ص ١١٨.
(٤) خروج: (١٥/ ٢٠ - ٢١) ترنيمة موسى ومريم.
(٥) قضاة: (٤/ ٤) دبورة وباراق.
(٦) ملوك الثاني: (٢٢/ ١٤) العثور على كتاب الشريعة.

<<  <   >  >>