للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم يعود د/ الهاشمي ويوضح هذا السبب في موضع آخر من كتابه "فلسطين في الميزان" فيقول:

وبعد أن استتب الوضع للساميين، نظريًا في التوراة إلى شوهها اليهود، ظهر لوط - عليه السلام - من الساميين، وهو نبي جليل ابن أخو إبراهيم عليهما السلام فلابد من لصق تهم فظيعة تستبعده من الطريق المرسوم لبنى إسرائيل فذكروا أن لوطًا طاب له المقام في سدوم وعمورية بلدى الجنس المباح بانحرافاته وشذوذه ثم أنه سكر وزنى بابنتيه - في زعمهم - وأنجبتا منه - موآب وعمون - فتلوث شرف الموآبيين والعمونيين - أشد خصوم الإسرائيليين في الأردن صرامة وشجاعة في الحروب إذ هم أولاد زانية وأية زانية من أبيهما وهذا أكبر مثلبة تصيب المرء (١).

زقد رصد الإمام ابن القيم هذه الحادثة وقال إنها دليل واضح على التحريف والتبديل الذي وقع في التوراة وبرأ ساحة النبوة وأنه لا يجوز نسبة هذه الأمور إلى أحد منهم ولا يشك في ذلك ذو بصيرة وأن التوراة المنزلة على سيدنا موسى - عليه السلام - بريئة من ذلك ثم ذكر القصة باختصار وعقب عليها بسؤال تعجبي يبين استحالة ما تدعيه التوراة وبالتالى براءة سيدنا لوط - عليه السلام - من هذه الجريمة فيقول:

(فهل يحسن أن يكون نبي رسول كريم على الله يوقعه الله سبحانه في مثل هذه الفاحشة العظيمة في آخر عمره، ثم يذيعها عنه ويحكيها للأمم (٢).

ويضيف العلامة رحمة الله الهندي: إن "موآب"، "وابن عمي" الذين ولدا بواسطة الزنا ما قتلهما الله، وقتل الولد الذي ولد بزنا داود" (٣) بامرأة أوريا، لعل الزنا بامرأة الغير أشد من الزنا بالبنات عندهم بل هما كانا من المقبولين عند الله - في زعمهم -" (٤).

أما د/ على خليل في كتابه "التعاليم الدينية اليهودية" ذكر القصة كما وردت في التوراة وعلق عليها بقوله: إنها من الحوادث اللا أخلاقية التي تدعيها التوراة على الأنبياء (٥).


(١) فلسطين في الميزان: ص ١١٢، ١١٣.
(٢) هداية الحيارى - لابن القيم ص ٢٠٢.
(٣) انظر: صموئيل الثاني: (١٢/ ٧ - ١٥) أمنون وثامار.
(٤) إظهار الحق: (٢/ ٥٥٧).
(٥) التعاليم الدينية اليهودية د/ على خليل ص ٢٦ رسالة ضوئية على الإنترنت موقع المركز الفلسطيني للإعلام.
.....

<<  <   >  >>