للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول د/ صفوت مبارك:

إن العهد القديم يصف يعقوب - عليه السلام - بالمكر والدهاء وسعة الحيلة، وأنه احتال ليحصل على حقوق أخيه البكر "عيسو" الذي يصفه العهد القديم بالسذاجة وسلامة الطوية. وأن يعقوب قد حصل على حقوق أخيه البكر في مقابل أكلة قدمها إليه وأخوه جائع (١).

وقد نقد د/ المطعني هذه القصة وأضاف أبعادًا نقدية جديدة أوضحت ما على هذه القصة من مآخذ حيث ذكر في كتابه: "الإسلام في مواجهة الاستشراق" تحت عنوان مآخذ على قصة يعقوب في التوراة ما يلي:

١ - (أن النبوة ليست من الله وإنما هى كلمات يتمتم بها نبي سابق فتنتقل من خلالها النبوة إلى نبي لاحق.

٢ - أن المعصية دفعت يعقوب والخيانة جعلته نبيًا فقد انتحل شخصية أخيه "عيسو" وقام بأشنع عملية خداع لأبيه من أجل أن يصبح نبيًا.

٣ - أن الطاعة تسقط "عيسو" إلى الهاوية لقد خدع يعقوب أباه فصار نبيًا، وأطاع "عيسو" أباه فصار ساقطًا منبوذًا وهذا تكون التوراة قد قلبت موازيين العدل الإلهي فرفعت الكذبة الدجالين إلى أعلى عليين وأنزلت الطائعين الصادقين إلى سجين ذلك هو منطق التوراة المقدسة.

٤ - أن إسحاق نبي مخدوع وشارب خمر، إذ أنه قدم له يعقوب الخادع خمرًا بعد الطعام فشرب منه إسحاق، بل إن إسحاق قد دعا لابنه يعقوب وهو يباركه أن يرزقه الله حب حنطة وخمرًا، والخداع والمكر كلاهما محظوران في حق الأنبياء ولكن التوراة قد رمتهم بكل نقيصة، ولو كان الأنبياء كما تصورهم التوراة للناس لما احترمهم أحد ولما بعث الله منهم أحدًا ... ولكان الأنبياء في حاجة إلى أنبياء آخرين يهدونهم سواء الصراط) (٢).

وتبرئة لساحة النبوة من أن يلصق بها ما يقدح فيها لا بد من إعطاء كل نبي من أنبياء الله حقه من القداسة والتشريف اللائقين بمقامه والدفاع عنه ونفى التهم الموجهة إليه في التوراة المحرفة وتطبيقًا لهذا المبدأ فإن د/ المطعني بعد ما وقف مع قصة يعقوب وقفة نقدية قوية أردف كلامه بقوله لا إسحاق مخدوع ولا يعقوب خادع وتحت هذا العنوان قال:


(١) مدخل لدراسة الأديان ص ١٣٣.
(٢) الإسلام: د/ المطعني، ص ١٢٨، وانظر في ذلك الموضوع أيضًا: التطرف اليهودي د/ عبد الراضي محمد، ص ٣٦ - ٣٨.

<<  <   >  >>