للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثانية: أنه ما اكتفى بالنظر ولكنه طلبها وزنى بها وحرمة الزنا قطيعة ومن الوصايا العشرة "لا تزن" (١).

الثالثة: أن هذا الزنا كان بزوجة الجار، وهو أشد أنواع الزنا كما ورد في الوصايا العشر.

الرابعة: ما أجرى حد الزنا لا على نفسه، ولا على هذه المرأة وقد ورد في التوراة ما يدل على أن حد الزنا القتل: "وإذا زنى رجل مع امرأة ... فإنه يُقتل الزانى والزانية" (٢).

الحأمسة: لم يذهب أوريا إلى بيته مراعيًا لديانته أما حال أنبياء بني إسرائيل ارتكاب الفواحش هكذا ولم يراعوا ديانتهم متل مراعاة العوام لديانتهم.

السادسة: أمر داود بقتل أوريا وفي التوراة ما يدل على حرمة قتل البريء: "ولا تقتل البريء والبار" (٣).

السابعة: أنه لم يتنبه على خطئه، ولم يتب ما لم يعاتبه ناثان النبي - عليه السلام -.

الثامنة: أنه وصل إليه حكم الله بأن هذا الولد الذي ولد من زنا يموت ومع هذا دعا لأجل عافيته، وصام وبات على الأرض (٤).

ويعلق د/ أحمد شلبي على هذه القصة بقوله: إن هذه القصة فيها أحداث موغلة في القسوة وبعيدة عن العفة (٥).

ويرد د/ السقا: نظرة التوراة إلى داود - عليه السلام - وبقية الأنبياء إلى وجهة نظر اليهود والنصارى في الأنبياء التي تقول: إن الأنبياء معصومون من الخطأ في تبليغ الرسالات، وليسوا بمعصومين فيما عدا ذلك من شئون حياتهم الخاصة والعامة، بل هم كسائر البشر يجوز عليهم الصواب والخطأ ويجوز أن يفعلوا الخير والشر، ويجوز عليهم أن يذنبوا ذنوبًا كبيرة أو صغيرة عمدًا أو سهوًا (٦). وما تقدم ذكره أمثلة تؤكد هذه الوجهة التي ذكرها د/ أحمد حجازي وقولهم هذا تبرير لما ورد في التوراة من جرائم أخلاقية وغير ذلك من أمور مخالفة تصدر عنهم فيما عدا تبليغ الرسالات.


(١) تثنية: (٥/ ١٨) الوصايا العشر.
(٢) لاويين: (٢٠/ ١٠) عقوبات الخطية.
(٣) خروج: (٢٣/ ٧) أحكام العدل والرحمة.
(٤) انظر: إظهار الحق (٢/ ٥٦٨، ٥٦٦).
(٥) اليهودية د/ أحمد شلبي ص ١٧٣.
(٦) نقد التوراة: د/ أحمد حجازي السقا ص ١٩٣.

<<  <   >  >>