للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

= التي تشمل الأراضي العربية المحتلة بعد ٥ يونيو ١٩٦٧ م (١). وغير ذلك من أقوال الساسة الغربيين.

٥ - وحول اختلاف اليهود على حدود ملكية الأرض يحاول بعض الحاخامات أن يزيل التعارض والتناقض بين النصوص التي حددت أرض الميعاد فيقولون: "إن النصوص التي حددت ملك إسرائيل بفلسطين فقط تعد منحة مخفضة عن الله لبنى إسرائيل، لكن هذا لا يعني أن هذه الأرض فقط هي حق إسرائيل، فحقهم في الأرض هو أوسع من ذلك بكثير، فالله قد وعد اليهود وعدًا مشروطًا ووعود الله المشروطة لا تلغى أبدًا؛ بل يحتفظ بها لكي تتحقق فى المستقبل" (٢).

وحين ينادي السياسيون هذه العقيدة فهم يرتكزون على خلفية دينية ويتحركون في تنفيذ مخططاتهم لتحقيق هذا الوعد من منطلق عقائدي وعندما يتضح أن هذه الخلفية الدينية مزيفة ومفتراة فإن هذه اللافتات التي يرفعها الساسة والحاخامات ما هى إلا أقنعة سوداء تحجب وراءها نفوسًا استمرأت التحريف واعتادت عليه في شيء المجالات خدمة لأغراضها التي تتعارض مع العقل والنقل والواقع. ولقد ذكر علماء المسلمين الأدلة التي يستند عليها اليهود في تأصيل هذه العقيدة - أرض الميعاد - على النحو التالي:

أولًا: أدلة اليهود على عقيدة أرض الميعاد وحدودها -فى زعمهم -

يقول د/ سعد الدين صالح إن اليهود اختلفوا فيما بينهم اختلافًا بينًا حول هذه العقيدة وبالتحديد حول حدود الأرض الموعودة على النحو التالي:

الفريق الأول: يرى أن حدود أرض الميعاد هي أرض كنعان فقط - أرض فلسطين (٣) - واستدل هذا الفريق بمجموعة من النصوص التى وردت في التوراة منها:

أ - ما جاء في سفر التكوين من خطاب الله وإبراهيم: "أنا الله القدير ... أجعل عهدي بيني وبينك وأكثرك كثيرًا جدًا لأني أجعلك أبا لجمهور من الأمم ... وأجعلك أممًا، وملوك منك يخرجون وأقيم عهدي بين وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهدا أبديًا لأكون إلهًا لك ولنسلك من بعدك وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكًا أبديًا (٤) ".

ب - ومنها: "وكلم الرب موسى قائلًا: أوصى بني إسرائيل وقل لهم: إنكم داخلون إلى أرض كنعان، هذه هى الأرض التي تقع لكم نصيبًا أرض كنعان بتخومها (٥) ".

ويلاحظ أن هذا النص يضيف أرض كنعان إلى أرض الميعاد (٦).

الفريق الثاني: يري أن حدود أرض الميعاد من النيل إلى الفرات: واستدل هذا الفريق أيضًا بنصوص من التوراة المحرفة منها:


(١) انظر: إسرائيل فتنة الأجيال ص ١٨٣.
(٢) العقيدة اليهودية: د/ سعد الدين صالح ص ٣٦٩ - ٣٧٠ نقلًا عن وثاثق القضية الفلسطينية ١/ ٢٩٠.
(٣) المرجع السابق ص ٣٦٧، ٣٦٨، وانظر: فلسطين في الميزان: "الهاشمي ص ٨٤، ٨٥.
(٤) الإصحاح: (١٧/ ١ - ٨) عهد الختان مع الحذف.
(٥) عدد: (٣٤/ ١، ٢) حدود كنعان.
(٦) العقيدة اليهودية: ص ٣٦٨.

<<  <   >  >>