للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ. ما جاء فى سفر الملوك: "وكان سليمان متسلطًا على جميع الممالك من النهر "الفرات" إلى أرض فلسطين إلى تخوم مصر (١) ".

ب. وما جاء في سفر أخبار الأيام: "وكان لسليمان أربعة آلاف مزود خيل ومركبات واثنا عشر ألف فارس ... وكان متسلطًا على جميع الملوك من النهر إلى أرض فلسطين إلى تخوم مصر (٢) ".

ج. وما ورد في سفر التثنية: "يطرد الرب جميع الشعوب من أمامكم فترثون شعوبًا أكبر وأعظم منكم، كل مكان تدوسه بطون أقدامكم لكم من البرية ولبنان من النهر نهر الفرات إلى البحر الغربي يكون تخمكم (٣) ".

[جهود العلماء - فترة البحث - في نقد هذه الأدلة والرد عليها]

لقد أثبت د/ سعد الدين صالح - التناقض والتعارض بين الأدلة التي استدل بها كل من الفريقين فيقول:

١ - إن أدلة هذه العقيدة محرفة وموضوعة بأيدي اليهود أنفسهم والدليل على ذلك هذا التناقض الظاهر بين النصوص، فهناك نصوص حددت الأرض الموعودة بفلسطين، وهناك نصوص أخرى ضاعفت هذه الأرض أضعافًا مضاعفة، فوصلت بها إلى كل أرض لمستها أقدام اليهود وخصوصًا شبة جزيرة سيناء، بحجة أن تعاليم التوراة قد نزلت فيها على موسى، والوجه البحري من مصر حتى نهر النيل بزعم أن بني إسرائيل قد عاشوا في دلتا النيل بمصر فترة طويلة وأن موسى نشأ في مصر، ويبالغ بعضهم فيضيف إلى الأرض الموعودة أجزاءً من سوريا والعراق بحجة أن هذه الأجزاء كانت تقع تحت حدود مملكة داود وسليمان وأن إبراهيم - عليه السلام - كان يقيم بأرض العراق فالتناقض ليس من سمات النصوص الإلهية فالله لا يتناقض مع نفسه ولا يكذب نفسه وإنما هذا هو شأن الفكر البشري (٤).

٢ - ولو سلمنا جدلًا بصحة النصوص التي استدل بها اليهود فإذا لا تعطيهم مدعاهم في أحقيتهم هذه الأرض، ذلك أن الوعد من الله كان لنسل إبراهيم، فمن هم نسل إبراهيم؟ المعروف أن إبراهيم أنجب إسماعيل ثم إسحاق وإسماعيل هو جد العرب وإسحاق هو جد بني إسرائيل ومن هنا يكون لبني إسماعيل نفس الحق في أن يرثوا هذه الأرض مثلهم في ذلك مثل أبناء إسحاق ويعقوب، ولكن من الأحق منهم بوراثة الأرض؟ لقد بينت التوراة أن الوعد بهذه الأرض إنما يكون لقوم مؤمنين محافظين على وصايا الله وتعاليمه ... وهذا ما تحقق بالفعل حين آمن بنو إسرائيل واتقوا الله أورثهم الأرض فقال تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (٥)} (٦).


(١) ملوك الأول: (٤/ ٢١) مؤونة سليمان اليومية.
(٢) أخبار الأيام الثاني: (٩/ ٢٥، ٢٦) عظمة سليمان.
(٣) الإصحاح: (١١/ ٢٣) أحبب الرب وأطعه.
(٤) انظر: العقيدة اليهودية: ص ٣٧١، ٣٧٢.
(٥) سورة الأعراف الآية: (١٣٧).
(٦) انظر: العقيدة اليهودية: ص ٣٧٣ بتصرف بالحذف.

<<  <   >  >>