للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعد أن انتهي د/ بدران من سرد أنواع القرابين والمناسبات المختلفة التي تقدم فيها هذه القرابين بين يدي إله إسرائيل علق عليها منتقدًا فقال:

(إن التوراة تحوي أشياء لا تليق إلا بعبادة الأوثان حيث يبتكر كهان الأوثان أشياءً باهظة يأمرون بها كافة الشعب ويقولون إنها أوامر الآلهة ليستمتعوا ويعيش الشعب حياة الفاقة والعوز، ذلك كان حال بني هارون يأمرون الشعب بأشياء عجيبة ذهب وفضة وثيران وكباش وخراف وتيوس ودقيق وزيت وبخور ... و ... إلخ كل هذا مقابل الكهانة وليزيدوا من أهمية طلباتهم يزيدوا الأمور تعقيدًا ولا مانع من حرق ثور أو كبش مقابل أن يأخذوا كباشًا وثيرانًا) (١).

وبذلك يتضح مدى ما وصل إليه الكهنة من سلطان علي بني إسرائيل إنه الخواء العقائدي والاضطراب التشريعي لأنه من وضع بشر، ألم يتفكر أحد فيما يطلبه الكهان؟ لماذا هذه المراسيم ولماذا هذه القرابين؟ إنها عملية خداع ومكر يستعملها الكهان لإرهاب شعب بني إسرائيل حتى يحصلوا منهم على المال الوفير ليعيشوا في رفاهية ونعيم دائم يا له من شعب ضعيف يخاف الكهنة وشعوذتهم ويرضي بالذلة والمهانة تحت سلطانهم، هذا أمر.

الأمر الثاني: يبدو أن هذه المراسيم والطلبات الذهبية التي يطلبها إله إسرائيل- كما يزعمون- رافدًا أساسيًا من الروافد الاقتصادية التي تكدس وراء تكدس الثروات والتضخم المالي لدي اليهود.

الأمر الثالث: وحين تتضخم الثروات اليهودية يتمكن اليهود من الهيمنة والسيطرة على باقى الشعوب سياسيًا واقتصاديًا، وبالتالي التحكم في مجريات الأحداث، التي تخص غيرهم من الشعوب الأخرى غير اليهودية.

الأمر الرابع: تحيط بالتشريعات الخاصة بالكهنة والقرابين التي تقدم في المناسبات المختلفة من الخطاة والمذنبين، علامات استفهام كثيرة، ولا يسلم لها العقل، فهي تتعارض مع المسلمات البديهية، وتتناقض مع الحقائق العلمية الثابتة.


(١) التوراة ص ١٦٨ مرجع سابق.

<<  <   >  >>