للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وينتقد د/ المطعني هذا النص قائلًا تحت عنوان مُثْلةُ وطقوسُ غير مفهومة:

(إن في هذا النص التشريعي المقدس مثلة بالمرأة الغريبة- غير اليهودية- إذا ساقها القدر فوقعت أسيرة في أيدي اليهود، لماذا تحلق المرأة شعر رأسها؟ أليس المقصود من ذلك إذلالها طبعًا؟ وإذا تجاوزنا شناعة هذا التمثيل بالأجنبيات فما معني أن تبكى المرأة أباها وأمها شهرًا من الزمن قبل أن تكون زوجة لمن أسرها وما الحكم إذا لم تساعدها عيناها على البكاء؟ (١).

[التقويم]

للدكتور / الهاشمى نظرة تقويمية فيما يتصل بفرصة المرأة في اختيار زوجها فيقول منتقدًا ما تقرره التوراة في حق المرأة: (إن الزوجة لا تملك الحرية الكاملة في اختيار زوجها، فإذا وجدت نصوصًا في التوراة تعطيها هذا الحق، فإن التقييد يلاحقه، وهذا يدلّ على تشدد التوراة الحالية مع المرأة وحرمانها من بعض حقوقها الطبيعية، أما الإِسلام فقد أعطي المرأة من الحقوق ما كفل لها حريتها وكرامتها ومن ذلك حق اختيار الزوج ... وقد أمر الإِسلام باستئذان المرأة في الزواج ثيبًا كانت أو بكرًا ففى الحديث: "لا تنكح الأيم- الثيّب- حتى تُستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا يا رسول الله وكيف إذنها قال: أن تسكت (٢) ") (٣).

[وخلاصة ما سبق]

أن النصوص التوراتية التي تحمل بعض التشريعات المتعلقة بالمرأة تنص على:

١ - ضياع حقوق المرأة وظلمها.

٢ - إجبارها على الزواج ممن لا ترغب في الارتباط به.

٣ - تناقض التوراة في إعطائها حق الاختيار في موضع ثم هى تقيد هذا الحق وتجبرها في موضع آخر.

٤ - إباحة المرأة دون مراعاة لمشاعرها الإنسانية.

٥ - إذلال المرأة غير اليهودية وإهانتها إذا وقعت في الأسر.

وهذه الأمور كلها ضد كرامة المرأة وإنسانيتها، والملاحظ أن المرأة في التوراة تعتبر محور ارتكاز تدور حوله أحداثها.


(١) الإِسلام في مواجهة الاستشراق العالمى، د/ المطعني ص ٢٢٩، ٢٣٠، مرجع سابق.
(٢) أخرجه الإمام مسلم: في كتاب النكاح باب استئذان الثيّب في النكاح والبكر في السكوت ٢/ ١٠٣٦،حديث رقم (١٤١٩).
(٣) انظر: التربية في التوراة، د/ الهاشمى، ص ١٤١، ١٤٢، بتصرف بالحذف.

<<  <   >  >>