للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١ - ارتكاب الجرائم والخروج علي أحكام الشريعة]

وإذا افترض فرضًا جدليًا بسلامة الشريعة في العهد القديم فهل التزموا بها أم أنهم خرجوا عليها؟ يقول د/ كامل سعفان: (إن التوراة تعرض حالات كثيرة وصور العقاب عليها تميل إلى العدل الرادع الذي قد يصل إلى حدّ القسوة لكن مع هذا، فإن أحداث إسرائيل الواردة في التوراة، كثيرًا ما تخرج على ما ورد في الشريعة فإن كان كل إنسان بخطيئته يقتل (١). فماذا حدث لداود وقد قتل أوريا الحثى حتى يظفر بزوجته؟ وكيف قتل أبشالوم بن داود أخاه أمنون، ويكون للملك حق العفو عن القاتل (٢)؟، ثم كيف تقول الشريعة: "لا يقتل الآباء عن الأبناء، ولا يقتل الأولاد عن الآباء (٣) " أو يقول الرب: "أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء، في الجيل الثالث والرابع من مبغضي (٤) ". وتاريخ بني إسرائيل حافل بالقتل الجماعى، رجالًا ونساءً وأطفالًا وبهائم وكل نسمة حية، إذا حمى غضب الرب، أو حمي غضب نبي من أنبيائه، أو قائد من قادته) (٥).

ويقرر د/ بدران هذه الحقيقة البشعة من أن التوراة صورت الأنبياء خارجين عن المهمة الأساسية التي أرسلوا من أجلها فبدلًا من أن يكونوا سببًا في هداية الناس كانوا أداة في تشريدهم وإبادتهم- كما يزعمون- فيقول:

(يرسل الله أنبيائه الأطهار ليطهر بهم الأرض ويملؤها بهم عدلًا ورحمة ويطرد بهم الظلمة ليحل مكانها النور، ويهدي بهم أهل الأرض، لم يرسلهم ليقتلونهم ويقتلوهم ولكن للتوراة وكتبتها رأى آخر ويرون غير ذلك تمامًا، فتبيح الدم والعرض، دم الأطفال والشيوخ والعجزة، وعرض الأطفال والنساء وتروى قصصًا يقولون أنها حدثت على يد أنبياء الله قصص لا يجرؤ على فعل مثل أحداثها سوى مجرمي الحروب، يقولون عنها أن الله هو الذي دبر أحداثها، أي إله هذا؟، وأي ديانة تلك) (٦). ثم استدل على ما قاله بما جاء في سفر التثنية من أن الله خاطب موسى بقوله: "حين تَقْرُب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك" (٧).


(١) تثنية: (٢٤/ ١٦) بدون.
(٢) صموئيل الثاني: (١١/ ١٤) داود وبتشيع.
(٣) تثنية: (٢٤/ ١٦) بدون.
(٤) خروج: (٢٠/ ٥) الوصايا العشر.
(٥) اليهود تاريخًا وعقيدة، ص ٢٥٢.
(٦) التوراة: د/ بدران، ص ٧٢.
(٧) الإصحاح: (٢٠/ ١٠ - ١١) الخروج للحرب.

<<  <   >  >>