للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولًا: غزو الشعوب والاستيلاء عليها واستعبادها:

ينتقد د/ وافى، هذه الفكرة- الغزو والاستيلاء دون وجه حق- فيقول:

(إن الإسرائيليين محرم عليهم في هذه الشريعة أن يقتل بعضهم بعضًا، أو أن يخرج بعضهم بعضًا من ديارهم، على حين أنه مباح للإسرائيليين بل واجب عليهم غزو الشعوب الأخرى وخاصة شعب كنعان- فلسطين- وواجب عليهم بعد انتصارهم على بلد ما أن يضربوا رقاب جميع رجالها البالغين بحد السيف فلا يبقوا على أحد منهم ويسترقوا جميع نسائها وأطفالها ويستولوا على جميع ما فيها من مال وعقار ومتاع أو ينهبوه حمسب تعبير أسفارهم) (١).

ويؤكد هذه النظرة د/ الهاشمي في نقده لتلك النصوص التي تحض على التميز والعنصرية فيقول: (يعتقد اليهود- استنادًا إلى دعوى التفوق والأفضلية- أنهم يملكون الحق في التسلط على غير اليهود، قهرًا لهم واسترقاقًا والنصوص التوراتية التي تؤكد على ذلك كثيرة منها: ما جاء في سفر أشعياء: "وبنو الغريب يبنون أسوارك وملوكهم يخدمونك" (٢). ومن يرفض الخضوع لهم فجزاؤه القتل والدمار: "لأنّ الأمهَ والمملكة التي لا تخدمك تُبيد، وخرابًا تخرب الأمم" (٣) ويستبيح اليهود استرقاق غيرهم في غير ظروف الحرب: "حين تقرب من مدينة لكي تحاربها، استدعها إلى الصلح، فإن أجابتك إلى الصلح، وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك" (٤) إذًا فالاسترقاق يكون أصلًا لمن استسلم لهم من خصومهم فضلًا عمن قاومهم وقاتلهم) (٥).

ويذكر د/ الهاشمي نصًا آخر يؤكد أنه لا تحرير لهذه العبودية التي يدعيها العهد القديم فغير اليهود عبيد تحت أيديهم إلى الأبد ولا شىء يمحو هذه العبودية. والنص يقول: "أما عبيدك وإماؤك الذين يكونون لك فمن الشعوب الذين حولكم، منهم تقتلون عبيدًا وإماءً، وأيضًا من أبناء المستوطنين النازلين عندكم فمنهم في أرضكم فيكونون ملكًا لكم، وتملكونهم لأبنائكم من بعدكم ميراث ملك تستعبدونهم إلى الدهر" (٦) فلا تحرير للعبيد في شريعة اليهود (٧).


(١) اليهودية واليهود: د/ وافي، ص ٥٣، وهذا المعني في سفر التثنية: (٢٠/ ١٣ - ١٤) الخروج للحرب.
(٢) الإصحاح: (٦٠/ ١٠) إشراق مجد الله.
(٣) أشعياء: (٦٠/ ١٢) السابق.
(٤) تثنية: (١٠/ ٢٠ - ١٢) الخروج للحرب.
(٥) التربية في التوراة د/ الهاشمي، ص ١٤٨.
(٦) لاويين: (٢٥/ ٤٤ - ٤٧) سنة اليوبيل.
(٧) التربية في التوراة: د/ الهاشمي، ص ١٤٨.

<<  <   >  >>