للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وينتقد د/ بدران هذه القصة بقوله:

(فعلوا كل هذا لأنّ رجلًا زنى بأختهم ... ولكن لماذا فعلوا كل هذا بعد أن تزوجها الرجل بإرادتهم؟ بل نفذ كل ما طلبوه منه وبالرغم من ذلك قتلوه وقتلوا أهله معه، وإن كان الرجل زنى بأختهم وقتلوه فما ذنب أهله؟ وما هي الجريرة التي ارتكبها الأطفال الصغار والنساء حتى يسبوا) (١).

حقًا إنها العنصرية المتعصبة من أولاد يعقوب (شمعون ولاوي).

ويناقش د/ سعد الدين صالح هذه النزعة العنصرية مبينًا فسادها ومخالفتها للعقل والنقل ودلالاتها على التحريف في العهد القديم فيقول:

يكفي في دحض هذه النزعة أن توجد في كتاب محرف هو التوراة فمجرد وجودها في التوراة دليل على بطلانها؛ بل إن هذه العقيدة الباطلة هي من أقوى الأدلة على تحريف التوراة ودسها بالمشاعر التي كان يشعر بها اليهود أثناء التشرد والاضطهاد الذي حل بهم، ذلك أن الله سبحانه وتعالى ليس قريبًا لأحد ولا يحابي أحدًا على حساب أحد فالكل أمامه سواء ولكن اليهود يحاولون هذه الادعاءات الباطلة الطعن في عدالة الله حيث يميز جنسًا على جنس وليته الجنس المطيع لله الملتزم بأوامره، بل الجنس المعاند المكابر المكذب للرسل، فلا يمكن قبول هذه الدعوى لا عقلًا ولا نقلًا؛ لأنّ الله لا يفضل أحدًا على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (٢)) (٣).


(١) التوراة: د/ بدران، ص ٥٩، ص ٦٠ وهناك نماذخ كثيرة ذكرها د/ على خليل في كتابه تدل على وجود النزعة العنصرية بكثرة في نصوص العهد القديم منها ما يلي:
١ - عنصرية موسى التوراتي كما في سفر الخروج (٣٤/ ١٥) واللاويين (٢٠/ ٢٦)، (تثنية ٧/ ١ - ٢٣).
٢ - عنصرية يشوع كما في يشوع: (٢٣/ ١٢ - ١٣).
٣ - عنصرية القضاة كما في قضاة: (٨/ ٤)، (٨/ ٢٢ - ٢٨) وعنصرية جدعون (٨/ ٤) وعنصرية أبيمالك، كما في قضاة: (٩/ ٣ - ٦).
٤ - عنصرية عزرا كما في عزرا: (٦/ ١ - ٢، ١٢).
٥ - عنصرية نحميا كما في نحميا: (١٠/ ٢٨ - ٣١) انظر: التعاليم الدينية اليهودية ص ١٩، ٢٠.
(٢) سورة الحجرات الآيه: (١٣).
(٣) العقيدة اليهودية: د/ سعد الدين صالح ص ٣٥٣.

<<  <   >  >>