للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تبدأ القصة بأن أمنون بن داود، رأي أخته ثامار فلفت نظره جمالها البارع هكذا فجأة يشعر بجمالها يسحر ليه. ويأخذ بكل عقله، وهام أمنون بأخته حبًا لدرجة أنه مرض من السهاد وساءت صحته بسبب أخته وجمالها الأخاذ وأفضى أمنون بن داود بكل ما في قلبه إلى ابن عمه" يوناداب بن شمعى" ويقول النص:

"وكان يوناداب رجلًا حكيمًا حبرًا فبماذا أشار عليه هذا" الحكيم" يقول الكتاب المقدس: "فقال يوناداب اضطجع على سريرك وتمارض. وإذا جاء أبوك الملك (داود النبي والملك) ليراك فقل له دع ثامار أختي فتأتي وتطعمني خبرًا وتعمل أمامى الطعام لآكل .. " وهكذا رسم الحكيم الخطة المحكمة لابن عمه العاشق أخته ونفذ المفتون بأخته كل تفاصيل الخطة بكل دقة. وأتت أخته لتخدمه وهجم عليها فصرخت ولم يسمع صراخها أحد؛ لأنه وابن عمه دبرا كل شيء بإحكام وزنا أمنون بأخته ثامار وتوسلت إليه (حسب قول الكتاب المقدس) واسترحمته فلم يرحم. وماذا يقول الكتاب المقدس عن ثامار وأمنون بعد هذا؟: "ثم أبغضها أمنون بغضه شديدة جدًا حتى إن البغضة التي أبغضها إياها كانت أشد من المحبة التي أحبها إياها" وماذا قال العاشق المفتون لأخته بعد أن زنا بها يقول الكتاب المقدس" وقال لها أمنون: قومى انطلقى" بل يقول أنه أمر خادمه بطردها من حجرته شر طرده) (١).

ثم يذكر د/ بدران، نصًا آخر يناقض هذا النص فى الحكم يقول هذا النص: "وإذا أخذ رجل أخته بنت أبيه أو بنت أمه. ورأى عورتها ورأت عورته فذلك عار يقطعان أمام أعين شعبهما. قد كشف عورة أخته. يحمل ذنبه" (٢).

(مجرد كشف العورة حرام في الشريعة الموسوية وجزاء هذا الذنب القطع أي الموت وأمام كل الشعب. ولكن ماذا فعل داود؟ لا شىء كل ما فعله أنه اغتاظ فقط حسب قول الكتاب المقدس: "ولما سمع داود الملك بجميع هذه الأمور اغتاظ جدًا" (٣) النبي الذي ينفذ شريعة الله لا يفعل شيئًا) (٤).

من خلال ما سبق فقد بين علماؤنا الأجلاء، عن طريق التفسير التحليلي للنصوص التوراتية والقصص في العهد القديم ما يلي:

١. احتواء النصوص على مخالفات وافتراءات تقدح في بيوت الأنبياء وذويهم.

٢. التناقض والتعارض بين النصوص في الحكم الواحد، والمسلم حينما يقرأ مثل هذه الأباطيل في كتاب يدعى أصحابه أنه مقدس يصاب بحالة شديدة من الضيق وينكر ما ينسبونه إلى الأنبياء وذويهم بألف لسان ولسان.


(١) صموئيل الثاني: (١٣/ ١ - ١٤) أمنون وثامار وانظر: التوراة د/ بدران ص ٩٨.
(٢) لاويين: (٢/ ١٧) عقوبات الخطية.
(٣) صموئيل الثاني: (١٣/ ٢١) أمنون وثامار.
(٤) التوراة د/ بدران ص ٩٨.

<<  <   >  >>