للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مقولة النصارى في صلب المسيح]

أ- موقف النصرانية الأولى من عقيدة الصلب.

ب- بداية ظهور هذه العقيدة.

ج- إقرار المجامع لهذه العقيدة.

د- أدلة النصارى عليها.

[مقولة النصارى في صلب المسيح وأدلتهم عليها]

صلب المسيح للتكفير عن خطيئة البشر ركن أساسى من أركان العقيدة النصرانية وقد ذكر أكثر علماء -فترة البحث- الأساس الفكري لتلك العقيدة الباطلة فقالوا: (يعبر عن الصلب في لغة المسيحيين بظهور الله في الجسد، حيث جاء بالشكل المنسوب للمسيح، وأساسه عندهم: أن من صفات الله العدل والرحمة فبمقتضى صفة العدل كان على الله أن يعاقب ذرية آدم بسبب الخطيئة إلى ارتكبها أبوهم وطُرد بها من الجنة، واستحق هو وأبناؤه البعد عن الله بسببها. وبمقتضى صفة الرحمة كان على الله أن يغفر سيئات البشر، ولم يكن هناك طريق للجمع بين العدل والرحمة إلا بتوسط ابن الله ووحيده وقبوله أن يظهر في شكل إنسان وأن يعيش كما يعيش الإنسان ثم يُصلب ظلمًا ليكفر عن خطيئة البشر، وهذا ما عبر عنه النصارى بالخلاص وهنا تمت المصالحة بين الله والناس) (١).

[١ - موقف النصرانية الأولي من عقيدة الصلب والفداء]

بينت د/ مريم زامل في دراستها للنصرانية: أن النصرانية الأولى قد خلت من عقيدة الصلب والفداء، وأنها فكرة دخيلة على المسيحية الحقة التي جاء بها المسيح -عليه السلام- فتقول: إن عيسى -عليه السلام- ابتدأ دعوته في قومه بني إسرائيل؛ ليردهم عن غيهم وتماديهم في البعد عن الله، وعما جاء به موسى -عليه السلام-، وإفراطهم في الماديات حيث لم يرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة وكانت دعوته تدعو إلى الوحدانية وأنه بشر رسول ... لكن المتتبع لروايات الأناجيل وما جاء في كتاب الله الكريم يرى رفض بني إسرائيل لدعوته وإنكارهم لرسالته والنيل منه ومحاولة قتلة إلا أن الله نجاه من كيدهم ... والمسيحيون الأوائل لم يكونوا على علم ودراية بما سيؤول إليه أمر المسيح ومن ثم فلم يكن لديهم فكرة عن صلب المسيح كفارة لخطيئة آدم الموروثة في البشر، وإنما هذه العقيدة قد تبنتها الكنيسة بعد حادث الصلب المزعوم (٢).


(١) النصرانية والإِسلام م/ الطهطاوي ص ٤٨، وانظر: عقيدة الصلب والفداء أ/ محمَّد رشيد رضا ص (١٦، ١٧) طبعة دار الفتح للإعلام العربي ١٤١١ هـ / ١٩٩١ م، وانظر: التعصب الصليبي د/عمر عبد العزيز ص ٧٨، ٧٩، وانظر: المسيحية الحقة أ/ علاء أبو بكر ص ٢٠٦: وانظر: المسيحة د/ أحمد شلبي ص ١٥٩، وانظر: الإنجيل والصليب: د/عبد الأحد داود ص٦ طبع في القاهرة سنة ١٣٥١هـ، وانظر: محاضرات في النصرانية /أبو زهرة ص ١٠٧.
(٢) موقف ابن تيمية من النصرانية: ص ٦٤٤.

<<  <   >  >>