للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣ - الاختلاف الثالث: في الاقتراع على ثياب المصلوب]

فظاهر رواية متى أنهم اقتسموا الثياب واقترعوا عليها واستشهد بقوله: "اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة" وكذا مرقس ولوقا إلا أنهما لم يستشهدا بالكلام السابق، والثلاتة لم يعينوا مقدار الحصص وعدد المقسوم عليهم، وأما يوحنا فذكر أن المقسوم عليهم أربعة وجعل القرعة على القميص فقط؛ لأنه منسوج كله من دون خياطة (١).

ويذكر العلامة رحمة الله الهندي، أنه قد وقعت زيادة في التحريف الحاصل في هذه الرواية من إنجيل متى ونصها: "ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها. لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسى ألقوا قرعة" فهذه العبارة: "لكي يتم ما قيل للنبي ... ألقوا قرعة" محرفة واجبة الحذف عند محققيهم ... ولابد من تركها؛ لأنها ليست جزءًا من المتن وهي إلحاقية صريحة مأخوذة من يوحنا: (١٩/ ٢٤) (٢).

[٤ - الاختلاف الرابع: في العنوان المكتوب فوق رأس المصلوب]

واختلافهم عليه أشبه باختلافهم في سقاء المصلوب؛ بل أشد تناقضًا واختلافًا فإن مترجم متى قال: وجعلوا فوق رأسه علته مكتوبة: "هذا هو يسوع ملك اليهود" ولوقا ويوحنا تفننا في ذلك فقال الأوّل: "وكان عنوان مكتوب فوق رأسه بأحرف يونانية ورومانية وعبرانية: هذا هو ملك اليهود وقال الثاني: "باللاتينية" عوض الرومانية مع أن في ذكر الرومانية حكمة لكونها لسان الحكومة إذ ذاك ويدل كلام يوحنا على وقوع مجادلة بين اليهود وبيلاطس من جهة العنوان لم تذكرها الثلاثة (٣) وعد إظهار الحق هذا الاختلاف من الأغلاط الواقعة في العهد الجديد (٤).

[٥ - الاختلاف الخامس]

قال متى ومرقس: إنهما كانا لصين، وقال لوقا: إنهما كانا من المذنبين ويوحنا لم يذكر جريمتهما التي استحقا بها الصلب مع هذا الإله المهان -في زعمهم- (٥) وقد جعل أ/محمَّد رشيد رضا، مسألة اللصين من تعارض الأناجيل في قصة الصلب (٦).


(١) الفارق: ص ٤٣٦.
(٢) إظهار الحق: ١/ ٢٣٥.
(٣) الفارق: ص ٤٣١ - ٤٣٦، المسيحية الحقة: ص ٢٩٢.
(٤) إظهار الحق: ١/ ١٣٠.
(٥) الفارق: ص ٤٣١، ص ٤٣٧.
(٦) انظر: عقيدة الصلب والفداء، ص ٣٣ - ٣٤، المسيحية الحقة: ص ٢٩٤.

<<  <   >  >>