للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- كذلك شهود الدفن عند مرقس ومتى وهم مريم المجدلية ومريم أم يوسي ومريم الأخرى، ولم يكن هناك شهود عند يوحنا، أما عند لوقا فقد كن نساء كثيرات كن قد تبعنه من الجليل (١).

ج- كذلك اختلفت الأناجيل في صاحب القبر فلم يشر مرقس أو لوقا أو يوحنا إلى أن صاحب القبر هو يوسف الذي من الرامة. ولم يذكر ذلك إلا متى وكذلك اتفق مرقس ولوقا على أن القبر كان منحوتًا في الصخر (٢).

[٧ - القيامة]

ومازال أ/علاء أبو بكر، متفردًا من بين الباحثين المعاصرين في تفصيل أحداث الصلب فيقول: إذا كان ما تقوله الأناجيل عن قصة الصلب يمثل مشكلة كبيرة، فإنه بالتالى ما يترتب عليها من القول بقيامته وظهوره مرة أخرى يمثل مشكلة أخرى تُضاف إلي قائمة المشاكل إلى تُثقل كاهل الأناجيل (٣).

وقد بدأت روايات قيامة المسيح من الأموات وظهوره بعد الموت تنتشر ببطء شديد وسط الجماعة النصرانية الأولي بسبب إنكار تلاميذ المسيح وحوارييه وعلى رأسهم بطرس - تلك الروايات وشكهم فيها، وعدم إيمانهم بوجود أدني صلة بين رسالة النصرانية الحقة التي تلقوها من معلمهم وبين فكرة القيامة من الأموات التي صارت واحدة من ركائز العقائد النصرانية فيما بعد (٤).

ونجد أول شهادة عن القيامة لم تعطها الأناجيل، لكنها جاءت من رسائل بولس وعلى وجه الخصوص رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (١٥/ ٥ - ١٨) والتي كُتبت قبل أقدم الأناجيل بعشر سنوات على الأقل، وفي الوقت الذي نادى فيه بموت المسيح وقيامته فإن هناك من المؤمنين من عارضه على ذلك فيقول بولس: "ولكن إن كان المسيح يكرز به أنه قام من الأموات، فكيف يقول قوم بينكم إن ليس قيامة أموات فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام، وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضًا إيمانكم (٥) " (٦).


(١) المسيحية الحقة: ص ٣٠٥.
(٢) المرجع السابق: ص ٣٠٥.
(٣) انظر: المسيحية الحقة: ص ٣٢٨.
(٤) المرجع السابق: ص ٣٢٨.
(٥) كورنثوس الأولي (١٥/ ١٢ - ١٤).
(٦) المسيحية الحقة: ٣٢٨.

<<  <   >  >>