للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣. الكاتب في نقده للتوراة بنسخها الثلاث تأثر بالعلامة رحمة الله الهندي في كثير من واضع الكتاب خاصة في بيان الأخطاء التي وقعت في التوراة، وفي بيان مواضع التحريف فيها، وقد استفاد كثيرًا من علماء الحركة النقدية السابقين قدامي ومحدثين.

٤. ومن أهم ما قام به في كتابه:

أ. المقابلة بين نسخ التوراة المختلفة لإظهار التغيير والتبديل الذي تم بينها، فتارة يقابل بين العبرانية والسامرية فيقول: في سفر الخروج في الاصحاح الثلاثين من الآية الأولي إلى الآية العاشرة في العبرانية محذوف من التوراة السامرية (١). وتارة يقابل بين العبرانية واليونانية أيضًا فيقول: في العبرانية: "فسجد إسرائيل على رأس السرير (تكوين ٤٧/ ٣١) وفي اليونانية: "على رأس عصاه" (٢).

ب. اتبع فى توضيح اللفظ والمعني فى التوراة إبراز التناقض فى المعني مع سهولة اللفظ، وأن اختلاف التراجم للتوراة يؤدى إلى صعوبة العبارة.

ج. بين دلالة الجملة والكلمة المفردة في التوراة والإنجيل على الحقيقة والمجاز خاصة في كلمات "الإله، الأب، الابن، روح الله، روح القدس" مشيرًا إلى أن المعنى المجازي يطرحه اليهود والنصارى جانبا ويغفلون عنه، ويحملون هذه الألفاظ على حقيقتها.

د. اختلاف العبارات في العبرانية والسامرية واضطرابها جعله دليلًا واضحًا على استبعاد أن يكون هذا الكلام موحى به من عند الله عز وجل أثناء مناقشته لدعوى الإلهام عند اليهود ونقده لها فيقول:

"إنك حين ترى الاختلافات في العبرانية والسامرية مثلًا، الاختلافات في العبرانية وحدها لا يمكنك أن تظن مجرد ظن بأن هذا كله فكر الله ووحى الله لأن الروح القدس على سبيل المثال لا يوحى بجبل عيبال فى موضع وبجبل جرزيم في موضع آخر وأن الروح القدس لا يوحى للسامريين بخمسة أسفار ويوحي للعبرانيين بتسعة وثلاثين سفرًا، ولا يوحى للذين ترجموا العبرانية إلى اليونانية بأن جعلوها ستة وأربعين (٣).

هذا .. والكتاب في جملته من أهم المؤلفات في الإنتاج العلمى المعاصر لعلماء الحركة النقدية ويمثل إضافة حقيقية لنقد الكتاب المقدس.


(١) نقد التوراة: ص ١٣٣.
(٢) نقد التوراة: ص ١٣٩.
(٣) نقد التوراة: ص ٢٠٤.

<<  <   >  >>