للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مجرد ادعاء منهم بلا برهان؛ لأنه ما كتب نبي في كتابه أني ألحقت الآية الفلانية في الإصحاح الفلاني من السفر الفلاني ولا كتب أن غيري من الأنبياء ألحقها، ولم يثبت ذلك الأمر بدليل آخر قطعى أيضًا ... ومجرد الظن لا يغنى فما لم يقم دليل قوى على الإلحاق تيهون هذه الآيات والإصحاحات أدلة كاملة على أن كتاب موسى عليه السلام هذا ليس من تصنيفاته (١).

وقد تناول د/ على عبد الواحد وافي، سند الأسفار الخمسة بالنقد العلمى الموضوعى مبينا تاريخ تأليفها فقال: (أهم أسفار العهد القدبم هى أسفار القسم التي ينسبها اليهود إلى موسى عليه السلام ويعتقدون أنها بوحى من الله وأنها تتضمن التوراة: ولكن ظهر للمحدتين من الباحثين من خلال ملاحظة اللغات والأساليب التى كتبت بها هذه الأسفار وما تشتمل عليه من موضوعات وأحكام وتشريع، والبيئات الاجتماعية والسياسية التى ينعكس فيها- ظهر لهم من ملاحظة هذا كله- أنها قد ألفت في عصور لاحقة لعصر موسى عليه السلام بأمد غير قصير وعصر موسى عليه السلام يقع على الأرجح حوالى القرن الرابع عشر أو الثالث عشر قبل الميلاد) (٢).

وفي إطلالة نقدية سريعة يذكر د/ بدران محمد بدران في كتابه ما يقوله أهل الكتاب عن كاتب التوراة الأمر الذي أوقعهم في شرك ونقدهم من واقع كلامهم لا من خارجه فيقول: "يقول أهل الكتاب إن كاتب التوراة هو موسى عليه السلام حسب النص الذي يقول: "كتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة بنى لآوى .. حاملى تابوت عهد الرب ... ولجميع شيوخ إسرائيل" (٣).

وفي تحليله للصيغ اللغوية الواردة في هذا النص يبرهن د / بدران على أن سيدنا موسى عليه السلام لم يكتب هذه التوراة لأن ما ورد فيها من صيغ لغوية مثل "كتب موسى وصعد موسى وأوصى موسى" وغير ذلك من الصيغ التي تشعر بأن شخصا آخر غيره هو القائل- تثبت خطأ ما يدعون من نسبة نصوصها إلى سيدنا موسى عليه السلام.


(١) انظر: إظهار الحق ١/ ٨٦ بتصرف بالحذف، ولمزيد من التفصيل في هذة الأدلة فقد ساق العلامة رحمة الله الهندي مجموعة كبيرة من الآيات وبين أنها إلحاقية وليست من كلام موسى عليه السلام منها ما يلي: تكوين ٣٦/ ٣٠، تثنية ٣/ ٤، عدد ٣٢/ ٤٠، تكوين ٢٢/ ١٤، تثنية ٢/ ١٢، ٣/ ١١، عدد ٢١/ ٣، خروج ١٦/ ٣٥، عدد ٢١/ ١٤، يشوع ٤/ ٩، ١٠/ ١٣، ٣٤، قضاة ١/ ١٠ - ١٥،، صموئيل الأول ٦/ ١٩، انظر: إظهار الحق ١/ ٢٢٣ - ٢٣٢).
(٢) الأسفار المقدسة في الأديان السابقة للإسلام أ. د/ علي عبد الواحد وافي ص ٤.
(٣) تثنية: (٣١/ ٩) - قراءة التوراة.

<<  <   >  >>