للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويضيف د/السقا بعدًا نقديًا تاريخيًا جديدًا فيقول في نقده لهذا النص:

قوله: "وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض" يدل على أن الكاتب كتب التوراة بعد استيلاء بنى إسرائيل على أرض كنعان وطرد الكنعانيين منها؛ لأنه يحكى عن زمان مضى، وهم لم يستولوا عليها زمن موسى وإنما تم الاستيلاء عليها زمن داود عليه السلام" (١).

فلا يصح أن نذكر نصًا من العهد القديم ونضيفه إلى موسى عليه السلام حتى لا يتوهم البعض أن القائل هو موسى عليه السلام وحتى لا يكون ذلك ذريعة لأن ينسب إليه شىء يقدح في نبوته وشخصه الكريم وهو برئ منه وفى الاضافة إليه اعتراف ضمني بأنه هو الذي قال هذا النص وذلك يعني تأكيد كلامهم وموافقتهم على ما يدعون.

وفي سفر التكوين أيضًا:

"فلما سمعع إبرام أن أخاه سُبي، جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاث مائة وثمانية عشر وتبعهم إلى دان (٢) " (٣).

يقول العلامة الهندي، في نقده لهذا النص:

"دان بلدة عمرت في عهد القضاة فتحوا بلدة لايش وقتلوا أهلها وأحرقوا تلك البلدة وعمروا بدلها بلدة جديدة وسموها "دان" باسم دان أبيهم الذي ولد لإسرائيل ولكن اسم المدينه أولًا "لايش (٤) " فلا تكون هذه الآية أيضًا من كلام موسى عليه السلام) (٥).

ويضيف د/ السقا، بعدًا توضيحيًا آخر لهذه القضية فيقول:

والمعنى أن إبراهيم عليه السلام، لما سمع أن لوطًا عليه السلام. وقع في الأسر انطلق مع عبيده ليحرره وتبع الأعداء إلى قرية "دان" كما جاء في سفر القضاة ودعوا اسم المدينة دان ولفظ دان هو: اسم قرية سُميت باسم دان بن يعقوب عليه السلام وهذه القرية لم يفتحها بنو إسرائيل زمن موسى؛ بل فُتحت في عصر قضاة بني إسرائيل أيام كان القضاة يحكمون قبل عصر الملوك واسم هذه القرية سابقا "لايش" (٦)، وكونها لم تُفتح في زمن موسى عليه السلام دليل عى أن الكاتب غير موسى عليه السلام.


(١) نقد التوراة د/ السقا ص ٦١
(٢) دان: اسم عبري معناد "قاض" وهو اسم مدينة موقعها الطرف الشمالي من أرض بني إسرائيل في نصيب نفتالي في سفح جبل حرمون عند تل القاضى حيث منابع الأردن والتعبير من دان إلى بئر سبع (قضاة ٢٠/ ١) أو من بئر سبع إلى دان (أخبار ١/ ٢١ - ٢) يدل على البلاد كلها من الشمال إلى الجنوب (قاموس الكتاب المقدس ص ٣٥٧).
(٣) تكوين: (١٤/ ١٤) - إبراهيم ينقذ لوطًا.
(٤) قضاة: (٨/ ٢٩) - سبط دان يسكن لايش.
(٥) إظهار الحق: ١/ ٢٢٧.
(٦) نقد التوراة د/ السقا ص ٦٢.

<<  <   >  >>