للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن تزجراني يا ابن عَفَّانَ انزجرْ (١)

ومن الناس من يحمل قوله: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ} [ق: ٢٤] على ذلك. انتهى كلامه (٢). وقد جاء من هذا أن قوله: {جَنَاحَكَ} معناه: يداك، و {الرَّهْبِ}: الخوف (٣). والمعنى ما ذكره مجاهد. ونحو ذلك قال ابن عباس فيما روى عنه عطاء؛ قال: يريد: اضمم يدك إلى صدرك من الخوف، ولا خوف عليك. والمعنى على هذا: أن الله أمره أن يضم يده إلى صدره، فيذهب الله عنه ما ناله من الخوف عند معاينة الحية (٤). وتقدير الآية على هذا المعنى: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ} معالجًا من الرَّهْبِ، أو ما أشبه هذا من التقدير؛ لأنه أُمر بضم الجَناح إليه ليذهب عنه الفزع، ويعالج بذلك ما ناله من الفزع.

وقال الفراء في تفسير الجناح في هذه الآية: إنه العصا (٥).

وقال مقاتل: يعني عصاك مع يدك (٦).


(١) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٤١٩. وفي الحاشية: صدر بيت لسويد بن كراع، وعجزه:
وإن تدعاني أَحمِ عِرضًا ممنعًا
وأنشده البغدادي "الخزانة" ١١/ ١٧، ولم ينسبه. وأنشده ابن قتيبة "تأويل مشكل القرآن" ٢٩١، ولم ينسبه. وفي حاشيته: كان سويد قد هجا بني عبد الله بن دارم فاستعدوا عليه سعيد بن عثمان بن عفان، فقال سويد قصيدته.
(٢) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٤١٩، من قوله: وقول أبي عبيدة أبين عندنا.
(٣) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١٤٧ أ، ولم ينسبه.
(٤) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١٤٧ أ.
(٥) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣٠٦.
(٦) "تفسير مقاتل" ٦٥ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>