للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

موسى لأبيه وأمه؛ لأن عمران وقارون كانا ابني: يصهر بن قاهث (١).

وقوله: {فَبَغَى عَلَيْهِمْ} أي: بكثرة ماله، كأنه جاوز الحد بالتكبر والتجبر عليهم. وهذا قول قتادة؛ قال: بغى عليهم بكثرة ماله وولده بالكِبْر والبذخ (٢). ونحوه قال مقاتل (٣).

وقال المسيب (٤): كان قارون عاملًا لفرعون على بني إسرائيل، فكان يبغي عليهم ويظلمهم (٥).

وقال الفراء: بغيه عليهم: أنه قال: إذا كانت النبوة لموسى، وكان المَذبح والقربان في يد هارون، فمالي (٦)؟ وهذا قول الكلبي؛ قال: إن قارون قال لموسى: يا موسى ألك النبوة، ولهارون الحُبورَة (٧)؟ ولستُ في شيء من ذلك، لا أصبر على هذا أبدًا (٨). وعلى هذا بغيه: طلبه ما ليس له


(١) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ١٠٥، وذكره عنه الثعلبي ٨/ ١٥١ أ. وهذا الاختلاف مما لا طائل تحته، ولا ترجى من ورائه فائدة، فقارون من قوم موسى كما أخبر الله تعالى عنه، فكونه من قرابته أم لا، لا يغير في المسألة شيئاً. والله أعلم.
(٢) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ١٠٦، وابن أبي حاتم ٩/ ٣٠٠٦، عن قتادة. وذكره عنه الثعلبي ٨/ ١٥١ أ.
(٣) "تفسير مقاتل" ٦٨ ب.
(٤) المسيب هو: عيسى بن المسيَّب كما صرح به الثعلبي ٨/ ١٥١ أ، البجلي، قاضي الكوفة، روى عن قيس ابن أبي حازم، والشعبي والنخعي، ضعفه يحيى بن معين وغيره. "الكامل في ضعفاء الرجال" ٥/ ١٨٩٢، و"الجرح والتعديل" ٦/ ٢٨٨.
(٥) ذكره عنه الثعلبي ٨/ ١٥١ أ.
(٦) "معاني القرآن" للفراء٢/ ٣١٠.
(٧) ذكر الواحدي معنى الحبرة في سورة الروم، آية: ١٥ {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} وسيأتى -إن شاء الله تعالى-.
(٨) "تنوير المقباس" ٣٣٠، وذكره الثعلبي ٨/ ١٥٣ أ. في خبر طويل نسبه للعلماء بأخبار القدماء، ولم يسمهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>