للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: وقد قال آخرون: إن معنى: {وَيْكَأَنَّ} وي، منفصلة من: (كأن)، تقول للرجل: (وي)، أما ترى ما بين يديك؟ فقال الله تعالى: وي، ثم استأنف: كأن الله يبسط الرزق، وهي تعجب، (وكأن)، في مذهب الظن والعلم؛ وهذا وجه مستقيم، غير أن العرب لم تكتبها منفصلة، ولو كان على هذا لكتبوها منفصلة، وقد يجوز أن يكون كَثُر بها الكلام فوُصِلت بما ليست منه؛ كما اجتمعت العرب على كتابة: {يَبْنَؤُمَّ} [طه: ٩٤] فوصلوها لكثرتها (١). فعلى هذا {وَيْكَأَنَّ}: تقرير، كقول الرجل: أما ترى إلى صنع الله، وأنشد النحويون جميعًا:

سَأَلَتاني الطلاقَ إذْ رَأتانِي ... قَلَّ مالي قد جِئتُماني بِنُكرِ

ويْكأنَّ مَنْ يكن له نَشَبٌ يُحـ ... ـبَبْ ومَنْ يفتقِرْ يعشْ عيشَ ضُرَّ (٢)

قال الفراء: وأخبرني شيخ من أهل البصرة قال: سمعت أعرابية تقول


= وأنشده ولم ينسبه، ابن جني، "الخصائص" ٣/ ٤٠. والشاهد فيه: حذف اللام من: ويلك، حتى تصير: ويك.
(١) حكى الداني كتابة {وَيْكَأَنَّ} في الموضعين من سورة القصص، بوصل الياء بالكاف. "المقنع" ٧٦. وأما (ابنَ أم) فكتبت في كل المصاحف في الأعراف [١٥٠] {قَالَ ابْنَ أُمَّ} بالقطع، وفي طه [٩٤] كتبت متصلة {يَبْنَؤُمَّ}. المقنع ٧٦.
(٢) أنشده سيبويه، ونسبه لزيد بن عمرو بن نفيل. "الكتاب" ٢/ ١٥٥، وفي الحاشية: سألتاني، يعني: زوجتيه اللتين ذكرهما في بيت قبله. وأنشده الأخفش ٢/ ٦٥٥ , ولم ينسبه. والنَّشَب: المال والعقار. وأنشد البيت الثاني: أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ٢/ ١١٢، وابن قتيبة "تأويل مشكل القرآن" ٥٢٧، وابن جني, "الخصائص" ٣/ ٤١، ولم ينسبوه. وأنشد البيتين، ولم ينسبهما، الزجاج ٤/ ٥٧. والشاهد فيه: ويكأن، فهي عند سيبويه والخليل مركبة من: (وي): للتنبيه، و: كأن، للتشبيه، ومعناها: ألم تر.

<<  <  ج: ص:  >  >>