للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإسلام. وهو قول الحسن (١).

وقال مقاتل: {فِطْرَتَ اللَّهِ} الملة، وهي: الإسلام والتوحيد الذي خلقهم عليه يوم أخذ الميثاق حين قال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: ١٧٢] فأقروا له بالربوبية والمعرفة (٢). ونحو هذا قال ابن زيد (٣). واختاره الزجاج.

فذكره (٤). هذا قول المفسرين في هذه الآية، ويشكل هذا بأن يقال: الفطرة ابتداء الخلق، ولو كان الله تعالى خلق الخلق حين خلقهم على ملة الإسلام والتوحيد ما أشرك أحد ولا كفر أحد مع قيام الدليل بأن الله خلق أقوامًا للنار (٥)، وهم لم يخلقوا على الإسلام والتوحيد وهو قوله: {وَلَقَدْ


(١) أخرجه ابن جرير ٢١/ ٤٠، عن مجاهد من طريق الحسن، وأخرجه كذلك عن عكرمة ٢١/ ٤١.
(٢) "تفسير مقاتل" ٧٩ أ. ونحوه قال ابن قتيبة، ولفظه: أي: خلقة الله التي خلق الناس عليها؛ وهي أن فطرهم جميعًا على أن يعلموا أن لهم خالقًا ومدبرًا. "غريب القرآن" ص ٣٤١.
(٣) أخرجه ابن جرير ٢١/ ٤٠.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٨٤. قال ابن كثير ٦/ ٣١٤: "فإن الله تعالى فطر خلقه على معرفته وتوحيده، وأنه لا إله غيره .. وسنذكر في الأحاديث أن الله تعالى فطر خلقه على الإسلام، ثم طرأ على بعضهم الأديان الفاسدة كاليهودية أو النصرانية أو المجوسية".
(٥) لعل الواحدي يشير بذلك إلى حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: دعي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى جنازة صبي من الأنصار، فقلت: يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة؛ لم يعمل السوء، ولم يدركه، قال: "أو غير ذلك يا عائشة، إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم". أخرجه مسلم ٤/ ٢٠٥٠ في القدر (٢٦٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>