للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥١ - وقوله: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا} قال ابن عباس: يريد حتى بهتوا (١).

{فَلَا فَوْتَ} يقول: لا يفوتني أحد ولا ينجو مني ظالم. ومذهب أكثر أهل التفسير أن هذا الفزع لهم عند البعث، وهو اختيار أبي إسحاق قال: هذا في وقت بعثهم (٢). وهو قوله: {وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} يعني: القبور. وذهب آخرون إلى أن هذا الفزع لهم في القيامة. وهو مذهب الحسن وابن معقل (٣) وبلال بن سعد (٤)، قال بلال: إن الناس يوم القيامة حوله، وهو قوله: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ} قال ابن معقل (٥): أفزعهم يوم القيامة فلم يفرقوا.


(١) انظر: "القرطبي" ١٤/ ٣١٤، "زاد المسير" ٦/ ٤٦٧.
(٢) انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٢٥٨.
(٣) انظر: قول ابن معقل والحسن في كل من: "الطبري" ٢٢/ ١٠٨، "الدر المنثور" ٦/ ٧١٢. وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٦/ ٤٦٧، ونسبه للأكثرين.
(٤) هو: أبو عمرو، وقيل: أبو زرعة بلال بن سعد بن تميم الأشعري، وقيل: الكندي الدمشقي، شيخ أهل دمشق في زمانه، تابعي جليل، وكانت لأبيه سعد صحبة، روى عن أبيه سعد وعن جابر بن عبد الله وأبي الدرداء وغيرهم. وروى عنه خلق كثير، وكان واعظًا بليغًا عابدًا مجتهدًا، توفي رحمه الله سنة نيف وعشرة ومائة. انظر: "تهذيب تاريخ دمشق" ٣/ ٣١٨، "تهذيب الكمال" ٤/ ٢٩٠، "سير أعلام النبلاء" ٩٠/ ٥.
(٥) هو: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن محمد بن محفوظ بن معقل النيسابوري، شيخ محتشم، وكان أحد المجتهدين في العبادة، سمع أبا بكر بن خزيمة وأبا العباس بن السراج، وروى عنه الحاكم، توفي رحمه الله في ربيع الأول سنة ٣٨١ هـ.
انظر: "تهذيب تاريخ دمشق" ٣/ ٣١٨، "تهذيب الكمال" ٤/ ٢٩٠، "سير أعلام النبلاء" ٥/ ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>