للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مقاتل: [ومما لا يعلمون من الخلق] (١) (٢).

وقال الزجاج: (ومما لا يعلمون مما خلق الله من جميع الأنواع والأشباه) (٣)، والمعنى: أن الله خالق الأنواع مما يعلمون، وهو ما ذكر من النبات والأنفس، ومما لا يعلمون بما لا يقف عليها من دواب البر والبحر وغيرها من الأشياء التي لا نعلمها (٤).

٣٧ - وقوله: {وَآيَةٌ لَهُمُ} أي: علامة تدل على قدرتنا. {اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} قال الكلبي ومقاتل: [..] (٥) ويذهب به (٦). قال أبو عبيدة: (نخرج ونميز منه فيجيء الظلمة، يقال للرجل: سلخه الله من دينه) (٧). وقال الفراء: (معناه نسلخ عنه النهار فرمي بالنهار عنه فيأتي بالظلمة) (٨). وقال الزجاج: (نخرج منه النهار إخراجًا لا يبقى معه شيء في ضوء النهار (٩). هذا كلامه.

ومعنى السلخ في اللغة: كشطك الإهاب، ثم تستعمل فيه أشياء كثيرة تكون بمعنى الإخراج، والإنسلاخ: الخروج، كقوله: {فَانْسَلَخَ مِنْهَا} [الأعراف: ١٧٥] وانسلخت الشمس أي استكملت أيامه (١٠). وقد مر


(١) ما بين المعقوفين مكرر في (أ) منسوبًا للزجاج، وهو خطأ.
(٢) "تفسير مقاتل" ١٠٧ أ.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه"" ٤/ ٢٨٧.
(٤) في (أ): (يعلمها)، وهو تصحيف.
(٥) قدر كلمة في جميع النسخ غير واضحة، والظاهر والله أعلم أنها: ينزعه.
(٦) انظر: "تفسير التعلبي" ٣/ ٢٣٥ ب
(٧) "مجاز القرآن" ٢/ ١٦١.
(٨) "معاني القرآن" ٢/ ٣٧٨.
(٩) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٢٨٧.
(١٠) انظر: "تهذيب اللغة" ٧/ ١٧٠، "اللسان": ٣/ ٥٤ (سلخ)، "عمدة الحفاظ" ٢/ ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>