للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تشبه ما عمله نوح، وهي أيضًا من الخشب الذي هو من خشب سفينة نوح. ومن ذهب إلى الإبل احتاج أن يجعل (مِنْ) زائدة، ويجعل الإبل من (١) السفينة في أنها تحمل الإنسان في البر كما تحمله السفينة في البحر، فهو مثلها في العمل والحمل لا في الصورة والخلقة، ويدل على صحة القول الأول:

٤٣ - قوله تعالى: {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ} والإغراق يكون بالماء في البحر، والمراد بهذا أن الله تعالى ذكر منته على أنه خلق لهم الخشب حتى عملوا مثل سفينة نوح وركبوه للتجارات، ثم ذكر أنه بفضله يحفظهم ولو شاء أغرقهم فلم (٢) يغثهم أحد ولم ينقذهم، وهو قوله: {فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ} الآية. قال ابن عباس: لا مغيث لهم. وهو قول الجميع (٣). والصريخ هاهنا بمعنى المصرخ. {وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ} هو أي: من الغرق. يقال: أنقذه واستنقذه إذا خلصه، وتقدير قوله: {فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ}: فليس لهم صريخ، كما تقول: إن شاء ضربك فلا ناصر لك. {وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ} قال ابن عباس: ولا أحد ينقذهم من عذابي (٤).

٤٤ - وقوله: {إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} أي: إلا أن يرحمهم (٥) ويمنعهم إلى آجالهم. قال ابن عباس: وذلك أن الكافر متعه الله في الدنيا


(١) هكذا جاءت في النسخ، والذي يظهر أنها: (مثل) وليست (من).
(٢) في (ب): (ولم).
(٣) انظر: "الطبري" ٢٣/ ١١، "الماوردي" ٥/ ٢٠، "البغوي" ٤/ ١٤، "معاني القرآن" للنحاس ٥/ ٤٩٩.
(٤) انظر: "الوسيط" ٣/ ٥١٤، "البغوي" ٤/ ١٤.
(٥) في (ب): (نرحمهم).

<<  <  ج: ص:  >  >>