للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالرجز جنس من الكلام ليس بشعر (١).

وقال أبو إسحاق: (ليس يوجب هذا أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يتمثل ببيت شعر قط، وإنما يوجب هذا أنه ليس بشاعر، وأن يكون القرآن أتى به مباينًا لكلام المخلوقين وأوزان أشعار العرب) (٢). وعلى ما ذكر قوله: {وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} معناه: وما يسهل له إنشاء الشعر من قبل نفسه.

قوله: {إِنْ هُوَ} قال مقاتل: القرآن (٣). {إِلَّا ذِكْرٌ} قال ابن عباس: موعظة. {وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} قال: يريد فيه الفرائض والحدود والأحكام (٤).

٧٠ - {لِيُنْذِرَ} أي: القرآن، ومن قرأ بالتاء فهو خطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم-


(١) ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" ٨/ ٣٨ في شرحه لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب". قال: وقد أجيب عن مقالته -صلى الله عليه وسلم- هذا الرجز بأجوبة: أحدها: أنه نظمه غيره وأنه كان فيه: أنت النبي لا كذب أنت عبد المطلب، فذكره بلفظ أنا في الموضعين. ثانيها: أن هذا رجز وليس من أقسام الشعر، وهذا مردود. ثالتها: أنه لا يكون شعراً حتى يتم قِطْعَة. وهذه كلمات يسيرة لا تسمى شعرًا. رابعها: أنه خرج موزونًا ولم يقصد به الشعر، وهذا أعدل الأجوبة.
وقال الإمام القرطبي في "تفسيره" ١٥/ ٥٢: وإصابته -صلى الله عليه وسلم- الوزن أحياناً لا يوجب أنه يعلم الشعر، وكذلك ما يأتي أحيانًا من نثر كلامه ما يدخل في وزن ... فقد يأتي مثل ذلك في آيات القرآن وفي كل كلام وليس ذلك شعراً ولا في معناه.
وانظر للاستزادة في الموضوع: "فتح الباري" ٨/ ٣٨ , ١٠/ ٦٦٠، "الجامع لأحكام القرآن" ١٥/ ٥١، "الشعر الإسلامي في صدر الإسلام" ص ٢٤ وما بعدها.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٢٩٤.
(٣) "تفسير مقاتل" ١٠٨ ب.
(٤) "تفسير ابن عباس" بهامش المصحف ص ٣٧٣. وانظر: "البغوي" ٤/ ١٩، "زاد المسير" ٧/ ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>