للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا يصيبهم منها وجع (١).

قوله: {وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} وقرئ بكسر الزاي. قال الفراء: (من كسر الزاي فله معنيان، يقال أنزف الرجل إذا فنيت خمره، وأنزف إذا ذهب عقله من السكر. ومن فتح الزاي فمعناه: لا تذهب عقولهم أي لا يسكرون، يقال نزف الرجل فهو منزوف (٢) ونزيف).

ونحو هذا قال أبو إسحاق في من فتح، وقال في قراءة من كسر الزاي لا يُنفِدون شرابهم وهو دائم أبدًا لهم قال: ويجوز أن يكون يُنزفون يسكرون، وأنشد هو وأبو عبيدة وغيرهما فقال:

لعمري لئن أنزفتمُ أو صحوتمُ ... لبئس الندامى كنتم آل أبجرا (٣) (٤)

وحقق أبو علي الكلام في هذه الآية فقال: (أنزف الرجل على معنيين: أحدهما: أنه يراد به السكر، وأنشد البيت وقال: ومقابلته له بصحوتم يدل على أنه يراد به سكرتم، والآخر: أنزف إذا نفد شرابه والمعنى: صار ذا نفادٍ لشرابه، كما أن الأول معناه النفاد في عقله، فقول من كسر الزاي يجوز أن يراد به لا يسكرون عن شربها، ويجوز أن يراد به لا


(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٣٠٣.
(٢) "معاني القرآن" ٢/ ٣٨٥.
(٣) في (ب): (آل بجرا).
(٤) انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٣٠٣، "مجاز القرآن" ٢/ ١٦٩.
والبيت من الطويل مختلف في نسبته فهو للأبيرد والرياحي في "مجاز القرآن" ٢/ ٢٦٩، "الصحاح" ٤/ ١٤٣١ (نزف)، "اللسان" ٩/ ٣٢٧ (نزف)، "المحرر الوجيز" ٤/ ٤٧٢. وللحطيئة في "تفسير الثعلبي" ٣/ ٢٤١ أ، والقرطبي ١٥/ ٧٩. وللأسود في "الدر المصون" ٥/ ٥٠١. وبلا نسبة في "تهذيب اللغة" ١٣/ ٢٢٦، "علل القراءات" ٢/ ٣١٨، "المحتسب" ٢/ ٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>