للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدخلها. وكذلك قوله: "اللبن محتضر" (١)، وكذلك قول الناس: حضر فلان أي دنا موته (٢).

٥٨ - ٦٠ - قوله تعالى: {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى} قال مقاتل: عرف المؤمن أن كل نعيم معه الموت فليس بتام، فأقبل على أصحابه فقال: أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى التي كانت في الدنيا وما نحن بمعذبين، فقيل له: لا موت فيها. فقال عند ذلك: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (٣). وعلى هذا كان هذا المؤمن لا يعلم أن أهل الجنة لا يموتون، فاستفهم عن ذلك فقال: {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلَّا مَوْتَتَنَا} سوى موتتنا التي حلت بنا في الدنيا، وإلا هاهنا بمعنى سوى. ونحو هذا قال الحسن (٤)، إلا أنه جعل هذا عن قول جميع أهل الجنة لا عن قول المؤمن الواحد، فقال: قالوا أفما نحن بميتين: قيل لا. قالوا: إن هذا لهو الفوز العظيم.


= في "سننه"، أبواب الطهارة، باب: ما يقول إذا دخل الخلاء ١/ ٩ رقم ٢٩٤، والحاكم في "المستدرك" كتاب: الطهارة، باب: إذا دخل أحدكم الخلاء الغائط فليقل: أعوذ بالله من الرجس النجس الشيطان الرجيم ١/ ١٨٧، وقال: صحيح على شرط الصحيح ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(١) ذكر هذا القول الأزهري في "تهذيب اللغة" ٤/ ٢٠١ (حضر)، وابن منظور في "اللسان" ٤/ ١٩٩ (حضر)، عن الأصمعي قال: العرب تقول: اللبن محتضر فغطَّه يعني تحضره الدواب وغيرها من أهل الأرض.
(٢) ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" ٤/ ٢٠٠ (حضر).
(٣) "تفسير مقاتل" ١١١ أ.
(٤) أورده السيوطي في "الدر" ٧/ ٩٥، وعزاه لابن أبي حاتم عن الحسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>