للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منبت الشجرة، وأما جواب إنكارهم فقال ابن قتيبة: (قد تكون شجرهَ الزقوم بيتًا من النار أو من جوهر لا يأكله النار، وكذلك سلاسل النار وأغلالها وأنكالها وعقاربها وحياتها, ولو كانت على ما يعلم لم يبق على النار، وإنما دلنا الله على الغائب عنده بالحاضر عندنا، فالأسماء متفقة الدلالة والمعاني مختلفة، وما في الجنة من شجرها (١) وثمرها وفرشها وجميع آلاتها على مثل ذلك) (٢).

٦٥ - قوله: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} قال مقاتل والكلبي: ثمرها (٣).

وقال ابن قتيبة: (سمي طلعها لطلوعه كل سنة، ولذلك قيل: طلع النخل لأول ما يخرج من ثمره) (٤).

قوله: {كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} ذكر الفراء والزجاج في هذا التشبية ثلاثة أقوال:

أحدها: أن الشياطين حيات لها رؤوس وأعراف، وهي من أقبح الحيات، وبها يضرب المثل في القبح، كما قال الشاعر يذم امرأة:

عنجرد تحلف حين أحلف ... كمثل شيطان الحماط أعرف (٥)


(١) في (ب): (أشجرها)، وهو خطأ.
(٢) "تأويل مشكل القرآن" ص ٧٠.
(٣) "تفسير مقاتل" ١١١ ب، ولم أقف عليه عن الكلبي.
(٤) "تأويل مشكل القرآن" ص ٣٨٨.
(٥) البيت من الرجز، ولم أقف على قائله، وقد ذكره غير منسوب الفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٣٨٧، الطبري في "تفسيره" ٢٣/ ٦٤، ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٤/ ٤٧٦، السمين الحلبي في "الدر" ٥/ ٥٠٥، والأزهري في "التهذيب" ٣/ ٣٧٠ - ٤/ ٤٠٢ - ١١/ ٣١٣، وابن منظور في "اللسان" ٣/ ٣١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>