للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الله (١): {وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي} قال مقاتل: يعني إلى رضاء ربي بأرض المقدس (٢). وهو أول من هاجر من الخلق (٣). وقال الكلبي: ذاهب بعبادتي إلى ربي (٤). وهذا معنى قول قتادة: ذاهب بعمله وقلبه وهمته (٥)، وعلى هذا ذهابه إليه بالعمل، وعلى القول الأول بالهجرة، وهو الصحيح إن شاء الله, لأن المراد الإخبار عن هجرته أرض قومه وذهابه إلى حيث أُمِرَ من الشام.

قوله: {سَيَهْدِينِ} قال ابن عباس: سيرشدني (٦).

وقال الكلبي: سينجيني منهم (٧).

وقال مقاتل: سيهدين لدينه (٨). وقول الكلبي أقرب إلى المعنى, لأن المراد سيهدين إلى حيث أمرني بالمصير إليه، وفي ذلك إنجاء له منهم. وقول مقاتل سيهدين لدينه فيه بعد, لأنه كان على الدين في ذلك الوقت، إلا أن يحمل على التثبيت على الدين والهداية. وقول ابن عباس يحتمل المعنيين: الإرشاد إلى الدين، والإرشاد إلى الطريق، والأولى أن يحمل على الإرشاد إلى طريق مُهَاجَرِهِ.


(١) انظر: "مجمع البيان" ٨/ ٧٠٤، وذكر القول ولم ينسبه لأحد الطبري ٢٣/ ٧٥، "الماوردي" ٥/ ٥٩.
(٢) "تفسير مقاتل" ١١٢ ب.
(٣) وبهذا قال مقاتل. انظر: "تفسيره" ١١٢ ب، "القرطبي" ١٥/ ٩٧.
(٤) انظر: "الطبري" ٢٣/ ٧٦، "مجمع البيان" ٨/ ٧٠٤.
(٥) انظر: "الطبري" ٢٣/ ٧٦، "زاد المسير" ٧/ ٧١.
(٦) "تفسير ابن عباس" بهامش المصحف ص ٣٧٧.
(٧) لم أقف عليه عن الكلبي. وانظر: "الماوردي" ٥/ ٥٩، "زاد المسير" ٧/ ٧١.
(٨) "تفسير مقاتل" ١١٢ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>