للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكسر الراء. قال إبراهيم: ماذا تُرى تأمر وماذا تَرى تشير) (١).

قال أبو علي الفارسي: (من فتح التاء كان مفعول ترى أحد شيئين أحدهما: أن يكون ما مع ذا بمنزلة اسم واحد، فيكونان في موضع نصب بأنه مفعول ترى، والآخر أن يكون ذا بمنزلة الذي، والهاء محذوفة من الصلة، ويكون ترى على هذه القراءة الذي معناه الرأي وليس إدراك المرى (٢) كما تقول فلان يرى ما رأى أبو حنيفة (٣). والتقدير ما الذي تراه، فتصير ما في موضع ابتداء، والذي في موضع خبره، ويكون المعنى: ما الذي تذهب إليه فيما ألقيت إليك، هل تستسلم وتتلقاه بالقبول أو تأتي غير ذلك. وأما قول حمزة: ماذا تُري فإنه يجوز أن يكون ماذا بمنزلة اسم واحد، ويكون في موضع نصب، والمعنى: أجَلَدًا ترى على ما تُحملُ عليه أم خَوَاراً (٤).

ويجوز أن يجعل ما مبتدأ وذا بمنزلة الذي ويعود إليه الذكر المحذوف من الصلة، والفعل منقول من رأى زيد الشيء وأريته الشيء إلا أنه من باب أعطيت، فيجوز أن يقتصر على أحد المفعولين دون الآخر كما أن أعطيت كذلك) (٥). وقال الفراء: ماذا ترى معناه ماذا ترى من خبرك أو جزعك (٦).

وقال أبو إسحاق: ولا أعلم أحدًا قال هذا، وفي كل التفسير ماذا


(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٣١٠.
(٢) في "الحجة": (إدراك الحاجة).
(٣) في (أ): (أبي)، وهو خطأ.
(٤) في (ب): (خورًا)، وهو خطأ.
(٥) "الحجة" ٦/ ٥٧ - ٥٨.
(٦) "معاني القرآن" ٢/ ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>