للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجزل له الثواب في الآخرة. وذكر (١) ذلك أبو إسحاق (٢). وهذه المسألة ذكرناها في مواضع.

قال المفسرون: لما أضجعه للذبح نودي من الجبل: يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا.

قال مقاتل: عرف الله منهما الصدق (٣). يعني أن إبراهيم قصد الذبح بما أمكنه، وابنه طاوعه ومكن من الذبح، وعرف الله منهما الصدق فلذلك قال: {صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} وإن لم يتحقق الذبح (٤).

وقال قوم إنه [رأى في] (٥) المنام معالجة الذبح من شد اليدين والرجلين وإمرار السكين على الحلق، وفعل في اليقظة ما رأى في النوم (٦) فلذلك قيل له: {صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} فهذان وجهان في قوله: {صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}.

وذكر أهل المعاني أوجهًا منها: أنه أمر في المنام أن يقعد منه مقعد الذابح، وينتظر الأمر بإمضاء الذبح، ففعل ما رأى في منامه، وهو أنه أمر بذلك على شرط التحلية والتمكين وقصد ذلك ولكن لم يمكن منه (٧).

قال السدي: ضرب الله على قفاه صفحة نحاس فجعل يحز ولا يقطع


(١) في (ب): (وذلك)، وهو خطأ.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٣١١.
(٣) "تفسير مقاتل" ١١٢ ب.
(٤) انظر: "الطبري" ٢٣/ ٨٠، "بحر العلوم" ٣/ ١٢١، "زاد المسير" ٧/ ٨٦.
(٥) ما بين المعقوفين بياض في (ب).
(٦) انظر: "الماوردي" ٥/ ٦١، "زاد المسير" ٧/ ٧٦.
(٧) لم أقف عليه عند أحد من أهل المعاني. وانظر: "الماوردي" ٥/ ٦١، "زاد المسير" ٧/ ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>