للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال قتادة: كان يكثر الصلاة في الرخاء (١). وقال الربيع بن أنس: كان خلاله عمل صالح للبث في بطنه (٢).

وقال الضحاك بن قيس (٣) (٤): اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، فإن يونس كان عبدًا صالحًا ذاكرًا لله، فلما وقع في بطن الحوت قال الله: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} الآية. وإن فرعون كان عبداً طاغيًا ناسيًا ذكر الله فلما أدركه الغرق قال: {آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} [يونس: ٩٠] قال الله: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ} [يونس: ٩١] الآية) (٥).

وقال قتادة في الحكمة: إن العمل الصالح يرفع صاحبه كلما عثر وجد متكئًا (٦).


(١) انظر: "الطبري" ٢٣/ ١٠٠، "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ١٥٥، "القرطبي" ١٥/ ١٢٦.
(٢) انظر: "الطبري" ٢٣/ ١٠٠،"القرطبي" ١٥/ ١٢٦، وأورده السيوطي في "الدر" ٧/ ١٢٥، وعزاه لأحمد في "الزهد".
(٣) الضحاك بن قيس بن خالد الفهري القرشي. أبو أمية وقيل أبو أُنيس وقيل أبو عبد الرحمن وقيل أبو سعيد. من صغار الصحابة، روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن عمر بن الخطاب، وحبيب بن مسلمة الفهري وغيرهم. وعنه حدَّث معاوية بن أبي سفيان، وسعيد بن جبير، والشعبي وغيرهم. خرَّج له النسائي، شهد فتح دمشق وسكنها ومات مقتولًا في مرج راهط سنة أربع وستين.
انظر: "الإصابة" ٢/ ١٩٩، "الاستيعاب" ٢/ ١٩٧، "تهذيب التهذيب" ١٣/ ٢٧٩، "سير أعلام النبلاء" ٣/ ٢٤١.
(٤) الهمزة ساقطة في (ب).
(٥) انظر: "الطبري" ٢٣/ ١٠٠، "المحرر الوجيز" ٤/ ٤٨٦، وأورده السيوطي في "الدر" ٧/ ١٢٦، وعزاه لابن أبي شيبة.
(٦) انظر: "الطبري" ٢٣/ ٩٩، وأورده السيوطي في "الدر" ٧/ ١٢٥، وعزاه لأحمد في "الزهد"، وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي عن قتادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>