للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مقاتل: يعني بحضرتهم (١).

وقال الفراء (٢)، والزجاج (٣): (نزل بهم، والعرب تجتزئ بالساحة والعقوة (٤) من القوم، يقال: نزل بك العذاب وبساحتك سواء).

قوله: {فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ}، أي: بئس صباح الذين أنذروا بالعذاب، وفيه مضمر، كأنه قيل: فساء الصبح صباحهم، وذلك أنهم يصبحون في العذاب معذبين. وخص الصباح هاهنا بالذكر من بين الأوقات لأن العرب كانت تصبحهم الغارة فيقول قائلهم: واصباحاه وا سوء صباحاه، ويسمون الغارة: الصباح لأنها توافق الصباح، وذلك أنهم يعتقدون (٥) من يقصدون بالغارة في ذلك الوقت، فجرى اسم الصباح على الغارة، والذي ينزل به الغارة ينادي واسوء صباحاه، وإن لم يكن في وقت الصباح كذلك هؤلاء إذا نزل بهم العذاب؛ قيل في وصفهم ساء صباحهم. ثم ذكر ما سبق تأكيدًا لوعيد العذاب فقال: {وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ}، يقول: أعرض عنهم إلى تلك المدة.

١٧٩ - {وَأَبْصِرْ} العذاب إذا نزل بهم. {فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ}.

١٨٠ - ثم نزه نفسه عن شبههم (٦) ووصفهم بقوله: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ


(١) "تفسير مقاتل" ١١٥ أ.
(٢) "معاني القرآن" ٢/ ٣٩٦، والكلام بنصه هنا منقول عن الفراء.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٣١٧.
(٤) عقوة الدار: ساحتها وما حولها. انظر: "اللسان" ٣/ ٢٩ (عاق).
(٥) هكذا جاءت في النسخ، ولعله تصحيف، والصواب (يتعمدون).
(٦) حرف الشين ساقط في (ي).

<<  <  ج: ص:  >  >>