للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الأزهري: وكل شيء خلف بعد شيء فقد عقبه يعقب عقبًا وعقوبًا, ولهذا قيل لولد الرجل عقبه، ومنه حديث عمر رحمه الله أنه سافر في عقب رمضان، أي في آخره (١).

قول: {وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} قال الفراء: أي لعل أهل مكة يتبعون هذا الدين إذ كانوا من ولد إبراهيم، فذلك قوله: {وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} أي: إلى دينك دين إبراهيم (٢)، وقال قتادة: لعلهم يتوبون ويرجعون عما هم عليه إلى عبادة الله (٣).

٢٩ - ثم ذكر نعمته على قريش فقال: {بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ} قال ابن عباس: يريد المشركين (٤)، يعني أنه متعهم بأنفسهم وأموالهم وأنواع إنعامه عليهم، ولم يعاجلهم بعقوبة كفرهم {حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ}، وقال مقاتل: يعني القرآن. وقال الضحاك: الإسلام (٥).

{وَرَسُولٌ مُبِينٌ} مبين لهم الإعلام والأحكام، وقال مقاتل: بين أمره (٦).


(١) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (عقب) ١/ ٢٧١، وانظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (عقب) / ٢٤٣، "غريب الحديث" لابن الجوزي (عقب) ٢/ ١١١، "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (عقب) ٣/ ٢٦٨.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٣١.
(٣) انظر: "تفسير الماوردي" ٥/ ٢٢٣، فقد أورد عدة أقوال عن قتادة بلفظ: (يذكرون)، وعن ابن عباس بلفظ (يتوبون)، وعن الفراء: (يرجعون إلى دينك الذي هو دين إبراهيم)، وذكره البغوي ٧/ ٢١١ ونسبه للسدي.
(٤) ذكر ذلك البغوي ٧/ ٢١١ ولم ينسبه، وذكره أبو الليث السمرقندي بلفظ: يعني قومك، ولم ينسبه. انظر: "تفسيره" ٣/ ٢٠٦.
(٥) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٧٩٣، "تفسير البغوي" ٧/ ٢١١ عن الضحاك.
(٦) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٧٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>