للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اعتراض لأحد في قسمتنا (١)

وقال آخرون: نبه الله -عز وجل- بالأدنى على الأعلى، فذكر أنه قسم المعيشة بين عباده بتفضيله من يشاء في الرزق على غيره، وإذا كان هو المتولي لهذه القسمة، فأن يكون هو المتولي لقسمة النبوة، إذ شأن النبوة أعظم ومحلها أرفع، وكما لا يعترض عليه في قسمة الرزق، كذلك لا يعترض عليه في قسمة النبوة (٢).

قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} قال ابن عباس ومقاتل: يعني الفضل في الغنى في الحياة الدنيا (٣). {لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا} أي يستخدم بعضهم بعضًا فيسخر الأغنياء بأموالهم الفقراء، هذا قول السدي وابن زيد (٤)، قال الضحاك وقتادة: ليملك بعضهم بما لهم بعضًا فيتخذونهم عبيدًا ومماليك، وهذا معنى قول مقاتل والكلبي (٥).

وقال ابن عباس: يُسخِّر هذا لهذا وهذا لهذا (٦). وهذا القول يحتمل القولين؛ لأن التسخير يكون بالأجر ويكون بالملك (٧)، وذكرنا معنى السخرى في سورة المؤمنين [١١٠]، وقال أبو الحسن الأخفش: اتفق


(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤١٠، "معاني القرآن" للنحاس ٦/ ٣٥٢.
(٢) انظر: "تفسير أبي الليث السمرقندي" ٣/ ٢٠٦، "تفسير ابن عطية" ١٤/ ٢٥٤.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٧٩٤، ولم أقف على نسبته لابن عباس.
(٤) انظر: "تفسير الثعلبي" ١٠/ ٨٢ أ، "تفسير الماوردي" ٥/ ٢٢٤، "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ٨٣.
(٥) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٧٩٤، "تفسير أبي الليث" ٣/ ٢٠٦، "الماوردي" ٥/ ٢٢٤.
(٦) قال ابن كثير: قيل معناه: ليسخر بعضهم بعضًا في الأعمال لاحتياج هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا. قاله السدي وغيره. انظر: "تفسير ابن كثير" ٦/ ٢٢٥.
(٧) انظر: "تفسير الطبري" ١٣/ ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>