للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والكافر يرث نار المؤمن، والمؤمن يرث جنة الكافر.

٧٦ - قوله: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ}، وقال الكلبي ومقاتل: وما ظلمناهم بتعذيبهم، وما عذبناهم على غير ذنب (١).

{وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} لأنفسهم لما جنوا عليها من الشرك والكفر، قال أصحابنا: ولا يتصور الظلم من الله تعالى لأنه متصرف في ملكه على الإطلاق، كيف ما تصرف، وإنما الظلم أن يفعل الفاعل ما ليس له فعله و {هُمُ} في قوله: {هُمُ الظَّالِمِينَ} عماد وفصل (٢).

٧٧ - {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} قال ابن عباس: يريد خازن جهنم (٣).

{لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} قال الكلبي: ليقض علينا الموت.

وقال مقاتل: لينزل علينا ربك الموت، والمعنى أنهم توسلوا بمالك إلى الله تعالى ليسأل الله تعالى ليميتهم حتى يستريحوا من شدة العذاب، فيسكت عنهم مالك ولا يجيبهم أربعين سنة في قول الكلبي (٤)، وألف سنة فيما روي عن ابن عباس (٥).


(١) انظر: "تنوير المقباس" ص ٤٩٥، "تفسير مقاتل" ٣/ ٨٠٢.
(٢) {هُمْ} هاهنا فصل كذا يسميها البصريون، وهي تأتي دليلاً على أن ما بعدها ليس بصفة لما قبلها، وأن المتكلم يأتي بخبر الأول، ويسميها الكوفيون العِماد، وهي عند البصريين لا موضع لها في رفع ولا نصب ولا جر. انظر: "معاني الزجاج" ٤/ ٤١٩.
(٣) أخرج ذلك الطبري عن السدي. انظر: "تفسيره" ١٣/ ٩٩، ونسبه ابن الجوزي ٧/ ٣٢٩ للمفسرين، وذكره السمرقندي في "تفسيره" ٣/ ٢١٣ ولم ينسبه، وذكره القرطبي ١٦/ ١١٦ ولم ينسبه.
(٤) انظر: "تنوير المقباس" ص ٤٩٥، "تفسير مقاتل" ٣/ ٨٠٢.
(٥) أخرج ذلك الطبري ١٣/ ٩٩ عن ابن عباس , وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٤٤٨، وقال: حديث صحيح ولم يخرجاه. وقال الذهبي: صحيح، وذكر ذلك البغوي في "تفسيره" ٧/ ٢٢٢، والقرطبي في "الجامع" ١٦/ ١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>