للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكان زوجناك بها، قال ابن سلام وقال أبو البيداء تميم (١): تقول تزوجت امرأة وتزوجت بامرأة، وحكى الكسائي أيضًا: زوجنا بامرأة، وزوجناه امرأة، ولا يبعد أن يكون قوله (زوجناكها) على أنه حذف الحرف فوصل الفعل، وذكره الأزهري تقول العرب: زوجت امرأة، وتزوجت امرأة، وليس من كلامهم: تزوجت بامرأة (٢).

وقال الفراء: هي لغة في أزد شنوءة (٣) هذا كلامه، وقول أبي عبيدة حسن لأنه جعل قوله: {وَزَوَّجْنَاهُمْ} من التزويج الذي هو بمعنى: جعل الشيء زوجًا، لا بمعنى عقد النكاح، ومن هذا يجوز أن يقال: كان فردًا وزوجته بآخر، كما يقال شفعته بآخر، فإنما يمتنع الباء عند من يمتنع إذا كان بمعنى التزويج، ونحو هذا قال الأخفش في هذه الآية: جعلناهم أزواجًا بالحور (٤).

وقال مجاهد: أنكحناهم الحور العين التي يحار فيها الطرف، باديًا مخ سوقهن من وراء ثيابهن، ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمِرْآة، من رقة الجلد وصفاء اللون (٥)، وقال قتادة: بجَوَارٍ بيض (٦).


(١) لم أهتد إلى ترجمته.
(٢) انظر: "تهذيب اللغة" (زاج)) ١/ ١٥٢ بلفظ: تقول العرب زوجته، و"اللسان" (زوج) ٢/ ٢٩٣.
(٣) انظر: قول الفراء في "تهذيب اللغة" (زاج) ١١/ ١٥٢، ولم أقف عليه في معاني الفراء.
(٤) انظر: "معاني القرآن" للأخفش ٢/ ٦٩١.
(٥) أخرج ذلك الطبري عن مجاهد ١٣/ ١٣٦، وانظر: "تفسير مجاهد" ص ٥٩٨، ونسبه ابن حجر في "تغليق التعليق" لمجاهد، انظر: ٤/ ٣١٠.
(٦) ذكره الطبري بلفظ: (بيض عين)، ونسبه لقتادة، انظر. "تفسير الطبري" ١٣/ ١٣٦، وقال القرطبي: الحور: البيض في قول قتادة والعامة، انظر: "الجامع" ١٦/ ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>