للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال جماعة من المفسرين: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} أي: كلوا من الوجه الذي أمرتم وأحل لكم، وذلك أنهم نهوا أن يدخروا لغد، لأن الله تعالى كان يجدد لهم كل يوم من المن والسلوى إلا يوم السبت، فكانوا يأخذون يوم الجمعة ما يكفيهم، فتعدّوا وادخروا وقدّدوا وملّحوا، فعصوا فقال الله تعالى: {وَمَا ظَلَمُوَنا} أي: ما نقصونا بالمعصية، ولكن نقصوا حظ أنفسهم باستيجابهم عذابي (١). وقيل: معناه: وما ضرّونا ولم يَعُد ضرر ظلمهم (٢) إلينا وإنما عاد إليهم. وابن عباس في رواية عطاء جعل قوله تعالى: [{وَمَا ظَلَمُوَنا} إخبارا عن الموجودين في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأنه قال:] (٣) {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} يريد حيث كذبوا نبيي وكفروا نعمتي، وخالفوا ما أنزلت في التوراة والإنجيل، ونقضوا عهدي (٤).

٥٨ - وقوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ} الآية. قال الليث: هي القَرْيَةُ، والقِرْيَة لغتان (٥)، المكسورة يمانية، ومن ثم اجتمعوا في جمعها على القُرَى، فحملوها على لغة من يقول: كسْوه وكُسَى (٦).

وقال غيره (٧): القَرْية بالفتح لا غير، وكسرها خطأ، وجمعها قُرَى


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ٧٥ أ، وانظر "تفسير أبي الليث" ١/ ٣٦٠، و"البغوي " ١/ ٧٥، "البحر المحيط" ١/ ٢١٥، و"الخازن" ١/ ١٢٩.
(٢) في (ج): (طالمهم).
(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٤) لم أجده عن ابن عباس فيما اطلعت عليه، والله أعلم.
(٥) (لغتان) ساقط من (ب).
(٦) "تهذيب اللغة" (قرا) ٣/ ٣٩١١، وانظر "جمهرة أمثال العرب" ٢/ ٤١١، "اللسان" ٦/ ٣٦١٧.
(٧) في (ب): (عكرمة).

<<  <  ج: ص:  >  >>