للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى أبو بكر الهذلي عن الحسن: في هذه الآية قال: أما في الآخرة فمعاذ الله أن لا يدري ما يفعل به، قد علم أنه في الجنة، ولكنه يخاطب بهذا المشركين, يقول: لا أدري ما يفعل بي في الدنيا، أموت أم أقتل كما قتلت الأنبياء قبلي (١) {وَلَا بِكُمْ} أيها المكذبون أترمون بالحجارة من السما أم يخسف بكم أم أيش يفعل بكم مما فعل بالأمم المكذبة.

قوله تعالى: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ}، قال ابن عباس: يريد ما أبلغكم إلا ما بعثني الله به إليكم (٢)، وقال مقاتل: ما أتبع إلا ما يوحى إلى من القرآن، إذا أمرت بأمر فعلته، ولا أبتدع ما لم أومر به (٣).

{وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ} قال ابن عباس: أنذركم عذاب الله وأبين لكم ما يبعدكم من الله ويقربكم إلى الله (٤).

١٠ - قوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ} قال صاحب النظم: يقال: إن قوله (أرأيتم) نظم وضع للسؤال والاستفتاء وقيل للتنبيه، فلذلك لا يقتضي مفعولاً كما قال: {أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [العلق: ١٣] وقد تقدَّم الكلام في هذا.

وقال أبو علي: الاستفهام الذي يقع موقعَ المفعول الثاني محذوف


= أدري ما يفعل بي ولا بكم في الدنيا من تقلب الأحوال فيها، فالآية عنده محكمة، انظر: "الإيضاح" لمكي ص ٣٥٦.
(١) أخرج ذلك الطبري عن الحسن ورجحه. انظر: "تفسيره" ١٣/ ٢/ ٧، وأخرجه أيضًا النحاس عن الحسن، ورجحه. انظر: "الناسخ والمنسوخ" للنحاس ٢/ ٦٢٨، ورجحه أيضًا ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" ص ٤٦٤، ورجحه أيضًا ابن كثير في "تفسيره" ٦/ ٢٧٧.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" ٤/ ١٧.
(٤) لم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>