للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الله تعالى: {لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ} [الأعراف: ١٣٤]، أي العذاب، ثم يسمى كيد الشيطان رجزًا لأنه سبب العذاب، قال الله تعالى: {وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ} (١) [الأنفال: ١١].

وقوله: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: ٥]، قيل: إنه عبادة الأوثان؛ لأنه سبب العذاب (٢).

قال أهل اللغة: وأصل الرجز في اللغة: تتابع الحركات، ومن ذلك قولهم: ناقة رجزاء إذا كانت قوائمها ترتعد عند قيامها، ومن هذا رجز الشعر؛ لأنه أقصر أبيات الشعر، فالانتقال من بيت إلى بيت سريع (٣). أو؛ لأن الرجز في الشعر متحرك وساكن ثم متحرك وسكن في كل أجزائه، فهو كالرعدة في رجل الناقة تتحرك ثم تسكن وتستمر (٤) على ذلك (٥).

فحقيقة معنى الرجز: أنه العذاب المقلقل لشدته (٦) قلقلة شديدة متتابعة (٧).


= ١/ ٥٩٧، وفي "زاد المسير" ١/ ٨٦، "البحر المحيط" ١/ ٢١٨، وفي ديوان رؤبة ص ٦٤. ومعنى (مبزي) أي: متفاخر، (وقمنا): رددنا كيده.
(١) في (أ)، (ج): (وليذهب) تصحيف.
(٢) انظر "الوسيط" ١/ ١١٥، "مفردات الراغب" ص ١٨٨.
(٣) ذكره الأزهري عن الليث. "تهذيب" (رجز) ٢/ ١٣٥٦، وانظر: "مفردات الراغب" ص ١٨٧.
(٤) في (ج): (ويستمر).
(٥) انظر: "اللسان" (رجز) ٣/ ١٥٨٨.
(٦) في (ب): (لشدة).
(٧) قال الأزهري: (قال أبو إسحاق: ومعنى الرجز في العذاب. وهو العذاب المقلقل ...) "التهذيب" (رجز) ٢/ ١٣٦٥ "اللسان" (رجز) ٣/ ١٥٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>