للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نسبي وأضع أنسابكم، أين المتقون أين المتقون؟ " (١).

وقال أهل العلم: هذا في الزجر عن الازدراء بالناس والتحقير لهم لأجل النسب والاستطالة على من يكون حاصل (٢) النسب والتفاخر بالآباء والأجداد، فأما اعتبار النسب في الكفاءة فإن ذلك متفق عليه، والأصل فيه شيئان: نسب يتصل برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو سبب ثان وهو العلم الموروث عنه -صلى الله عليه وسلم-، وقد نبه على هذا بقوله: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي" (٣)، فأما نسب الأمراء والوزراء والرؤساء والظلمة، فذلك مما لا يشترط في الكفاءة، والتقوى تشترط كما يشترط أصل الدين.

١٤ - قوله: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} نزلت في بني أسد بن خزيمة (٤)، أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنة جدبة وأظهروا الإسلام ولم يكونوا مؤمنين في السر، إنما أتوا يطلبون الصدقة، هذا قول ابن عباس


(١) أخرج ذلك الثعلبي في "تفسيره" ١٠/ ١٧١ ب عن أبي هريرة، وأورده السمرقندي في "تفسيره" ٣/ ٢٦٦ ولم ينسبه، وأورده القرطبي في "الجامع" ١٦/ ٣٤٥ ونسبه لأبي هريرة، وأخرجه الحاكم عن أبي هريرة وقال: هذا حديث عال غريب الإسناد والمتن ولم يخرجاه، وقال الذهبي: غريب، قلت: المخزومي ابن زبالة ساقط. انظر: "المستدرك" كتاب التفسير، سورة الحجرات ٢/ ٤٦٣ - ٤٦٤.
(٢) كذا رسمها في الأصل.
(٣) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" ٤/ ٣٢٣ من حديث المسور بن مخرمة.
(٤) هم: بنو أسد حي من بني خزيمة من العدنانية وهم بنو أسد بن خزيمة بن مدركة وكان لأسد هذا من الولد: دودان، وكاهل، وعمرو، وصعب، وحلمة، قال في العبر: وهم بطن كبير متسع وذو بطون قال وبلادهم مما يلي الكرخ من أرض نجد في مجاورة طي، قال: ويقال: إن بلاد طي كانت لبني أسد فلما خرج بنو طي من اليمن غلبوا على سلمى وأجا، وقد تفرقوا بعد ذلك في الأقطار ولم يبق لهم حي. انظر: "نهاية الأرب" للقلقشندي ص ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>