للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفراء (١).

وقوله: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} قال ابن عباس: أن يطعموا لي عبدًا. وهو قول الفراء والزجاج. قالا: أن يطعموا أحدًا من خلقي (٢).

والآخرون قالوا: أن يرزقوني. ومرادهم أن يرزقوا عبادي؛ لأن الله تعالى غير مرتزق ولا طاعم، ويستحيل في وصفه الاستطعام وسؤال الرزق، وإنما أسند الإطعام إلى نفسه؛ لأن الخلق عيال الله فمن أطعم عيال رجل ورزقهم فقد أطعمه ورزقه (٣). وهذا كما قال -صلى الله عليه وسلم- فيما يخبر به عن ربه أن الله تعالى يقول: "عبدي استطعمتك فلم تطعمني" (٤)، والمعنى: لم تطعم عبدي. والآية محمولة على أنه ما أوجب ذلك على عباده، ولم يكلفهم القيام برزق الخلق والإطعام، وإن كان قد ندب إلى إطعام الجائع وذي الحاجة إلى الطعام.

٥٨ - ثم بين أن الرزاق هو لا غيره. فقال: {إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} قال ابن عباس: الرزاق لجميع خلقه. {ذُو الْقُوَّة} على جميع ما خلق (٥). وقال مقاتل: يعني: ذو البطش (٦).


(١) انظر: "تفسير مقاتل" ١٢٨ أ، "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٩٠، "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ٨، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٥٩.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٩٥، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٥٩.
(٣) انظر: "الوسيط" ٤/ ١٨١، "معالم التنزيل" ٤/ ٢٣٥، "فتح القدير" ٥/ ٩٢.
(٤) جزء من الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم في كتاب: البر، باب: فضل عيادة المريض ٤/ ١٩٩١.
(٥) انظر: "الوسيط" ٤/ ١٨٢، "معالم التنزيل" ٤/ ٢٣٦.
(٦) انظر: "تفسير مقاتل" ١٢٨ أ

<<  <  ج: ص:  >  >>