للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عباس (١) وليس له رواية غير هذا (٢).

قال أبو زيد: المسجور يكون المملوء, ويكون الذي ليس فيه شيء (٣). أقسم الله تعالى بما ذكر من هذه الأشياء للتنبيه على ما فيها من عظم النعمة والعبرة من وجوب التدبير لذلك, وطلب ما فيها من دقائق الحكمة، والواو في قوله: {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} وما بعدها من الواوات للعطف على المُقْسَم به، ولا يجوزأن يكون للقسم؛ لأن جواب القسم الأول وهو قوله: {وَالطُّورِ} لم يأت بعد، وإذا لم يأت جواب الأول، لم يجز أن يستأنف قسم آخر، وقد ذكرنا هذا الفصل في ابتداء سورة (ص) (٤).

٧ - وجوات هذه الأقسام قوله: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} (٥) قال ابن عباس والمفسرون: إن عذاب ربك للمشركين والكافرين والمنافقين لكائن (٦). يعني في الآخرة يدل عليه قوله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (٩)


(١) انظر: "جامع البيان" ٢٧/ ١٢، "الكشف البيان" ١١/ ١٩٥ أ، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٢٤٠.
(٢) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٦١، وقال: قاله ابن أبي داود.
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" ١٠/ ٥٧٧، "اللسان" ٢/ ١٠٠ (سجر). وفي "النوادر" لأبي زيد ٥٨ قال: التسجير الامتلاء. يقال: بحر مسجور ومسجر. أي مملوء غاية الامتلاء.
واختار ابن جرير قول من قال: البحر المملوء المجموع ماؤه بعضه في بعض، ووجهه بأنه ليس موقدًا اليوم فهو مملوء. "جامع البيان" ٢٧/ ١١. وقال ابن الأنباري في "أضداده" ص ٤٤: والمسجور من الأضداد, يقال المسجور للمملوء والمسجور للفارغ ....
(٤) عند تفسيره لآية (٢,١) من سورة ص. وتقدمه [ص:٦٩].
(٥) انظر: "اعراب القرآن" للنحاس ٣/ ٢٤٩.
(٦) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٢٢ ,"معالم التنزيل" ٤/ ٢٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>