للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنه لا يشتق فعل (١) من دون إذا كان بمعنى أخس كقولهم: فلان دونك في الشرف.

قوله تعالى: {اهْبِطُوا مِصْرًا} جائز أن يكون هذا من كلام موسى لهم (٢)، وجائز أن يكون من قول الله تعالى لهم، ويكون في الآية إضمار كأنه قال: فدعا موسى فاستجبنا له، وقلنا لهم: اهبطوا مصرا أمن الأمصار، فإن الذي سألتم لا يكون إلا في القرى والأمصار، ولهذا نون مصر، (٣) لأنه لم يرد بلدة بعينها (٤)، وجائز أن يكون أراد مصر بعينها، وصرفها لخفتها وقلة حروفها (٥).

قال الزجاج: صرف؛ لأنه مذكر سمي به مذكر (٦)، فهو مثل جُمْل


= ١/ ٣٦٤، "البحر المحيط" ١/ ٢٣٤، "الدر المصون" ١/ ٣٩٥، و"الفتوحات الإلهية" ١/ ٦٠. وقوله: (وحولت الواو ألفًا) أي لما تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا.
(١) (فعل) هكذا في جميع النسخ، ولعلها (أفعل) قال أبو البركات ابن الأنباري: (ولا يجوز أن يكون (أدنى) أفعل من الدناءة؛ لأن ذلك يوجب أن يكون مهموزاً) "البيان" ١/ ٨٧.
(٢) انظر: "تفسير البيضاوي" ١/ ٢٧، و"الخازن" ١/ ١٣٣.
(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (ب) والنص فيها: (.. اهبطوا مصرًا أي انزلوا مصرا لأنه لم يرد ..).
(٤) انظر: "تفسير الطبري" ١/ ٣١٤ - ٣١٥، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٣، وللأخفش ١/ ٢٧٣، وللزجاج ١/ ١١٥، "تفسير أبي الليث" ١/ ٣٦٩، "تفسير الثعلبي" ١/ ٧٧ ب، "تفسير ابن عطية" ١/ ٢٣٨، "البحر المحيط" ١/ ٢٣٤.
(٥) انظر المراجع السابقة.
(٦) قوله: (سمى به مذكر) ساقط من (ب). وبهذا انتهى ما نقله عن الزجاج. "معاني القرآن" ١/ ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>