للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طريق الشام (١)، وغير ذلك مما جادلوه به (٢).

واختار أبو عبيد (أفتمرونه) قال: وذلك أن المشركين إنما كان شأنهم الجحود لما كان يأتيهم من الوحي، فهذا أكثر من المماراة (٣).

قال أبو علي: من قال: (أَفَتُمَارُونَهُ) فمعناه: أفتجادلونه جدالًا ترومون به دفعه عما هو (٤) عليه وشاهده الوحي، ويقوي هذا الوجه قوله: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ} [الأنفال: ٦]، ومن قال: (أفتمرونه) كان المعنى: أفتجحدونه، والمجادلة كأنه أشبه في هذا؛ لأن الجحود كان منهم في هذا وفي غيره، وقد جادله المشركون في الإسراء به فكان مما قالوا: صف لنا عيرنا في طريق الشام ونحو ذلك (٥).

وقد صح المعنيان عند (٦) المبرد، وأبي علي، على (٧) أن الوجه قراءة


(١) الشام: سميت بذلك لأن قومًا من كنعان بن حام خرجوا عند التفريق فتشاءموا بها إليها. وقيل غير ذلك طولها من الفرات إلى العريش نحو شهر، وعرضها نحو عشرين يومًا. انظر: "معجم البلدان" ٣/ ٣٥٣.
(٢) انظر: "الوسيط" ٤/ ١٩٧، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٤٧، و"القرطبي" ١٧/ ٩٣.
(٣) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٩٣، و"فتح القدير" ٥/ ١٠٦.
قال النحاس: غير أن أبا حاتم حُكي أنه قال: لم يماروه وإنما جحدوه. قال وفي هذا طعن علي جماعة من القراء تقوم بقراءتهم الحجة ... والقول في هذا أنهما قراءتان مستفيضتان قد قرأ بهما الجماعة، غير أن الأولى من ذكرنا من الصحابة، فاما أن يقال لم يماروه فعظيم؛ لأن الله جل وعز قد أخبر أنهم قد جادلوا، والجدال هو المراءَ ولا سيما في هذه القصة .. "إعراب القرآن" ٣/ ٢٦٥.
(٤) (هو) ساقطة.
(٥) انظر: "الحجة للقراء السبعة" ٦/ ٢٣٠.
(٦) (عند) ساقطة من (ك) وبها يستقيم الكلام.
(٧) (على) ساقطة من (ك) وبها يستقيم الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>