للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السدي، وذكر أنه كان بالطائف (١).

وزاد الكلبي بيانًا فقال: كان رجل من ثقيف يقال له صِرمة بن غنم كان يسلأ (٢) السمن فيضعه على صخرة ثم تأتيه العرب فيلت به أسوقتهم فلما مات الرجل حولت ثقيف تلك الصخرة إلى منازلها فعبدتها (٣).

ويدل على صحة هذا التأويل قراءة ابن عباس، ومجاهد، وأبي صالح: (الَّلاتَّ) بتشديد التاء (٤).

ووجه قراءة العامة على هذا الاشتقاق ما ذكره الفراء قال: القراءة بالتخفيف، والأصل بالتشديد؛ لأن الصنم إنما سمي باسم اللاَّتِ الذي كان يلت السويق عنده، وجعل اسمًا للصنم، وعلى هذا الوقف على اللات يكون بالتاء (٥) وهو اختيار أبي إسحاق، قال: لاتباع المصحف فإنها كتبت


= عن ابن عباس، ولفظه فيه زيادة (كان يلت السويق على الحجر فلا يشرب منه أحد إلا سمن فعبدوه) "فتح الباري" ٨/ ٦١٢.
(١) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٢٩٤، و"الكشف والبيان" ١٢/ ١٠ أ.
(٢) قال الأصمعي: سَلأتُ السَّمْنَ أسْلأُه سَلأً. قال: والسِّلاء الاسم وهو السَّمن. "تهذيب اللغة" ١٣/ ٧٠ (سلأ).
(٣) انظر: "الكشف والبيان" ١٢/ ١٠ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٤٩، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٠٠.
(٤) قرأ رويس (الَّلاتَّ) بتشديد التاء وبمدٍ للساكنين، وهي قراءة ابن عباس، ومجاهد، ومنصور ابن المعتمر، وطلحة، وأبي الجوزاء. والقراءة المتواترة (اللَّاتَ) بالتخفيف. انظر: "النشر" ٢/ ٣٧٩، و"الإتحاف" ٤٠٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٠٠، و"البحر المحيط" ٨/ ١٦٠.
(٥) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٩٧، و"تهذيب اللغة" ١٤/ ٢٥٣ (لت)، و"اللسان" ٣/ ٣٤٠ (لتت).

<<  <  ج: ص:  >  >>