للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو الهيثم: ضِزْتُ فلانًا أضيزه ضيزا: جُرت عليه.

وقال ابن الأعرابي: تقول العرب: قسمةٌ ضُؤْزَى بالضم والهمز وضُوزى بلا همزٍ وضِيئِزَى بالكسر والهمز (١).

قال الفراء: ضيزى فعلى وإن رأيت أولها مكسورًا وهي مثل بيض وعين، كان أولها مضمومًا فكرهوا أن يترك على ضمته فيقال: بوضٌ وعونٌ، والواحدة بيضاء وعيناء فكسروا أولها ليكون بالياء ويتألف الجمع والاثنان والواحد، كذلك كرهوا أن يقولوا ضُوزى فتصيرُ بالواو وهي من الياء وإنما قضيت على أولها بالضم لأن النعوت للمؤنث تأتي إما بفتح أو بضم نحو سَكْرى وعطشى وحُبْلى، والمكسور يكون اسما ولا يكون نعتًا كالذكرى والدِّفْلى (٢) والشِّعْرَى، انتهى كلامه (٣).

وقال أبو إسحاق: أجمع النحويون أن أجل ضيزى ضوزى فنقلت من فُعْلَى إلى فِعْلَى لتسلم الياء كما قالوا أبيض وبيضٌ، وأصله بُيْضُ فنقلت الضمة إلى الكسرة، وإنما لم يقل النحويون إنها على أصلها لأنهم لم يعرفوا الكلام فُعْلَى صفةً، ونظير ضيزى في الكلام قولهم: مِشْيِةً حيكى، وهي مشية يحيك فيها صاحبها. فحِيكى عندهم فُعْلَى أيضًا (٤).

وشرح أبو علي الفارسي هذا الفصل فقال: قولهم قسمة ضيزى


(١) انظر: "تهذيب اللغة" ١٢/ ٥٣ (نضم).
(٢) في (ك): (الدفري) والصواب ما أثبته. والدِّفْلىَ: شجر مر أخضر حسن المنظر يكون في الأودية. "اللسان" ١/ ٩٩٤ (دفل).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٩٨ - ٩٩، و"اللسان" ٢/ ٥٥٩ (ضيز).
(٤) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٧٣، و"المذكر والمؤنث" ص ١٧٥. ومشية حيكىَ إذا كان فيها تبختر. "اللسان" ١/ ٧٧١ (حيك).

<<  <  ج: ص:  >  >>