للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمعنى لا يقوم مقام الحق ولا يغني من العلم فمعنى الحق هاهنا العلم. وهذا يدل على أن الظان غير عالم، وأن من بني على الظن لم يبن علي أساس (١).

وقال الكلبي: أي لا يدفع من عذاب الله شيئًا، وهو اختيار الفراء (٢). والحق على هذا القول معناه العذاب.

ثم أمره بالإعراض عنهم:

٢٩ - قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا} قال ابن عباس: يريد القرآن (٣)، وهذا مما نسخته آية القتال (٤).

ثم صغر رأيهم وأزرى بهم.

٣٠ - فقال: {ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} أي لم يبلغوا من العلم إلا ظنهم أن الملائكة بنات الله وأنها تشفع لهم فاعتمدوا ذلك وأعرضوا عن القرآن. هذا معنى قول مقاتل (٥).


(١) قال الشوكاني رحمه الله: وهذا من الأمور التي يحتاج فيها إلى العلم، وهي المسائل العلمية، لا فيما يكتفى فيه بالظن، وهي المسائل العلمية ... فإن دلالة العموم والقياس وخبر الواحد ونحو ذلك ظنية، فالعمل بها عمل بالظن، وقد وجب علينا العمل به في مثل هذه الأمور ... "فتح القدير" ٥/ ١١٢.
(٢) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٢٩٧، و"معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٠٠.
(٣) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٢٩٧، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٥١، و"القرطبي" ١٧/ ١٠٥.
(٤) انظر: "الوسيط" ٤/ ٢٠١، و"نواسخ القرآن" ٢٣٣.
(٥) انظر: "تفسير مقاتل" ١٣١ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٥١.
ومعنى الآية على ما ذكر ابن كثير ورجحه الشوكاني، والآلوسي: أن التولي وقصر الإرادة على الحياة الدنيا هو مبلغهم من العلم ليس لهم غيره، ولا يلتفتون إلى سواه من أمر الدين. انظر: "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٢٥٥، و"فتح القدير" ٥/ ١١٢، و"روح المعاني" ٢٧/ ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>