للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

علمه وقدرته وسعة ملكه إلى جزاء المطيع بطاعته والمسيء بإساءته، فذلك قلنا إن اللام في {لِيَجْزِيَ} لام العاقبة، هذا معنى ما ذكره صاحب النظم (١).

قال ابن عباس، ومقاتل: ليجزي في الآخرة {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا} قالوا لا إله إلا الله (بِالْحُسْنَى) بالجنة (٢). ثم نعت المحسنين.

٣٢ - قوله تعالى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ} وقد تقدم الكلام في تفسير الكبائر في سورة النساء (٣).

قال مقاتل: كبائر الإثم، يعني: كل ذنب ختم بالنار، والفواحش يعني: كل ذنب فيه الحد (٤).


(١) انظر: "التفسير الكبير" ٢٩/ ٥ - ٦.
(٢) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٢٩٨، و"تفسير مقاتل" ١٣١ أ.
(٣) عند تفسيره لآية (٣١) من سورة النساء.
ومما قال: اختلفوا في الكبائر ما هي ... قال ابن عباس في رواية سعيد بن جبير: كل شئ عصي الله فيه فهو كبيرة .. وقال في رواية علي بن أبي طلحة: هي كل ذنب ختمه الله -عز وجل- بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب، وهذا قول الحسن وسعيد بن جبير والضحاك. والصحيح أنه ليس لها حد يعرفه العباد وتتميز به الصغائر يتميز إشارة ولو عرف ذلك لكانت الصغائر مباحة ولكن الله تعالى يعلم ذلك وأخفاه عن العباد ليجتهد كل أحد في اجتناب ما نهى عنه رجاء أن يكون مجتنب الكبائر.
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" ١٣١ أ. وفي "شرح العقيدة الطحاوية" ٢/ ٥٢٥ قال: واختلف العلماء في الكبائر على أقوال .. وقيل إنها ما يترتب عليها حد، أو تُوعِّد بالنار، أو اللعنة، أو الغضب، وهذا أمثل الأقوال.
قال الألوسي: والفواحش ما عظم قبحه من الكبائر فعطفه على ما تقدم من عطف الخاص على العام. وقيل: الفواحش والكبائر مترادفان. "ررح المعاني" ٢٧/ ٦١. وانظر: "تهذيب اللغة" ٤/ ١٨٨، و"اللسان" ٢/ ١٠٥٦ (فحش).

<<  <  ج: ص:  >  >>